انعكست علاقات الصداقة الإماراتية الإريترية في العديد من مناحي الحياة والمبادرات الإنسانية، وشهدت علاقات البلدين العديد من أوجه التعاون المثمر، ترجمة للعلاقات المتجذرة، حيث ثمّن عثمان محمد عمر، سفير جمهورية إريتريا لدى الدولة، فوز الدكتورة أمل القبيسي برئاسة المجلس الوطني الاتحادي. وقال السفير الإريتري خلال زيارته د. أمل القبيسي للتهنئة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن فوزها إنجاز مهم من شأنه أن يلهم البلدان الأخرى، والنائبات البرلمانيات الأخريات للاستفادة من التجربة الإماراتية. بحثت القبيسي مع السفير عمر، سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة البرلمانية بين الجانبين، مؤكدة ضرورة تفعيلها لتعزيز الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية. وأشاد الجانبان بالعلاقات المتميزة التي تربط دولة الإمارات بجمهورية إريتريا في مختلف القطاعات، مؤكدة أهمية الحرص على تطويرها في عدد من المجالات المتاحة لا سيما الطاقة والزراعة والري وإدارة الموانئ وغيرها من المشاريع الاستثمارية. وأكد الجانبان قِدَمْ العلاقة التاريخية بين البلدين التي تمتد منذ عهد مؤسس دولة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيدين بحرص القيادة الرشيدة على الاستمرار على هذا النهج وتطوير العلاقات بين البلدين. وأشاد السفير الإريتري بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني العالمي، الذي أرسى دعائمه الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى مبادرة زايد العطاء وبرامجها المبتكرة ودور هيئة الهلال الأحمر والبرامج العلاجية للمرضى المعوزين والمحتاجين. وأكد أهمية دعم دولة الإمارات لبلاده خاصة في الجانب الإنساني الذي تقدمه منذ سنوات والجانب الصحي وعلى صعيد مستشفيات الإمارات المتنقلة في القرن الإفريقي وما قدمته من خدمات. وقال إن الإمارات دائماً سباقة في تقديم يد العون والمساعدة وفي تنفيذ البرامج الإنسانية والصحية في مختلف دول العالم. كما أشاد بالدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في رفع الظلم ونصرة الشعوب والقضايا العربية والإسلامية. صندوق أبوظبي وفي يونيو/حزيران 2012، أبرم صندوق أبوظبي للتنمية مع حكومة دولة إريتريا اتفاقية قرض بقيمة 183 مليون درهم للمساهمة في تمويل مشاريع تنموية وحيوية تخدم اقتصاد إريتريا. وتأتي هذه الاتفاقية في ظل ما تشهده علاقات البلدين من نمو وتطور واحترام متبادل، وفي إطار مساندة دولة إريتريا الصديقة في تطوير اقتصادها بتقديم القروض اللازمة لتنفيذ مشاريعها الإنمائية. وكان للمستشفى الإماراتي الميداني الإنساني العالمي المتنقل، دور كبير في توطيد أوجه العلاقات بين الإمارات وإرتيريا، حيث نفذ المستشفى برامج علاجية وإنسانية بشراكة مع وزارة الصحة الإرتيرية وتحت إشراف حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل ومسن وبمشاركة نخبة من كبار الأطباء والجراحين من مختلف دول العالم. ويعكس تواجد مستشفى الإمارات الميداني لأكثر من خمسة أشهر في إريتريا متانة العلاقات الثنائية بين البلدين حيث قدمت حملة العطاء الإنسانية تجهيزات طبية متطورة أسهمت في إنشاء مركز متكامل لأمراض وجراحة العيون للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية لمرضى العيون المعوزين، حيث يضم المركز أجهزة حديثة تساعد على إجراء جراحات دقيقة في العيون. وفي أغسطس/آب 2011 أشادت آمنة نور حسين وزيرة الصحة في دولة إريتريا بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني العالمي الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، رحمه الله. وأكدت على هامش استقبال وزارة الصحة الإريترية للوفد الإماراتي لمبادرة زايد العطاء والمستشفى الإماراتي الإنساني العالمي المتنقل، أن الإمارات دائما سباقة في تقديم يد العون والمساعدة، وفي تنفيذ البرامج الإنسانية والصحية في مختلف دول العالم مشيرة إلى أن مبادرة زايد العطاء وبرامجها المبتكرة قدمت نموذجاً مميزاً للعمل الإنساني على مستوى العالم. جمال أخاذ وتمتاز إريتريا بجمالها الأخاذ، حيث أول ما يلفت انتباه السائح الأجنبي الزائر للعاصمة الإريترية أسمرة هو طرازها المعماري الفريد، فعاصمة أحدث دول القارة الإفريقية استقلالاً إريتريا بنيت خلال فورة طراز الأرت ديكو في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي. وتفاجئ أسمرة زائرها لأول مرة، فهي مختلفة تماماً عن الصورة النمطية للمدن الإفريقية، كما أن جوها المعتدل المائل للبرودة وخضرة الجبال المحيطة بها وشوارعها الأنيقة ومبانيها المميزة، ذات الطابع الإيطالي ستجعله يشعر بأنه في أحد مدن شمال إيطاليا لا في قلب شرق إفريقيا. وتعقد في إريتريا العديد من المهرجانات على مدار العام، إلا أن معظمها ذو طابع سياسي أو وطني، فمن أهم الاحتفالات عيد الاستقلال والفاتح من سبتمبر (ذكرى انطلاق الثورة). وعلى الرغم من ذلك بإمكان الزائر الاستمتاع بالجو الكرنفالي الذي يسود المدن الإريترية خلال هذه الاحتفالات، وبالأخص العاصمة أسمرة، حيث تعزف الموسيقى في الشارع ويخرج الناس للاحتفال في الشوارع والساحات الرئيسية للمدينة. سياحة معمارية جادة الاستقلال هي الطريق الرئيسي بأسمرة وقلب العاصمة الإريترية النابض، وتقع معظم معالم المدينة بالقرب منها، والجادة الجميلة التي شقت منذ أكثر من قرن مزدانة بأشجار نخيل استوائية وكروم زينة غير مثمرة، كما تمثل الجادة مركز التسوق الرئيسي بالمدينة، وتنتشر على جانبيها المقاهي الحديثة والكلاسيكية. تخترق جادة الاستقلال مدينة أسمرة من الشرق إلى الغرب، وتعد معرضاً مفتوحاً للعديد من الطرز المعمارية المتميزة، وأبرزها الأرت ديكو، وسيستوقف السائر في الجادة. ومن النماذج المعمارية الرائعة بالعاصمة الإريترية المقر الإداري للحكومة المركزية، ومسرح أسمرة الكبير الذي شيد عام 1918 ومبنى البلدية، وجميعها تحف معمارية مدهشة. وتنتشر المباني السكنية المبنية على طراز الارت ديكو في جنوب أسمرة بالأخص، وتوجد نماذج رائعة من هذا الطراز في شمال المدينة أيضاً وإن كان معظمها مباني حكومية. تراثوأسواق محلية التجول في أسواق أسمرة الشعبية يشكل متعة غريبة، فالمنتجات والمحاصيل المعروضة للبيع قد تكون غير مألوفة للزائر الغريب، ومما يجده لشرائه وبسعر زهيد التحف الخشبية التقليدية، التي تصنع من أخشاب استوائية جميلة وتطعم بمواد محلية. كما يتميز الإريتريون بأدوات خزفية خاصة بهم تستخدم بالأخص للطبخ وصناعة القهوة التقليدية. ومما تجدر زيارته أيضا غابة بلزا، وتستغرق الرحلة من وسط العاصمة الإريترية إلى محمية بلزا أقل من نصف ساعة، وهي عبارة عن غابة طبيعية جميلة تطل على بحيرة رائعة، ومما يزيد من جمالها البيوت الصغيرة المنتشرة على أطرافها، حيث بإمكان المرء مشاهدة القرويين وهم يفلحون أراضيهم في البعد، فضلاً عن روعة مشهد غروب الشمس في الأفق وراء الجبال الخضراء، وجو بلزا معتدل جداً ويميل إلى البرودة خلال أشهر الشتاء.
مشاركة :