قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إن صعوبات "داخلية" اعترضت خطته لوضع الجزائر على المسار الصحيح لاسترجاع مكانتها في أفريقيا ويكون صوتها مسموعا. وتساءل تبون، خلال مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثت مساء السبت، كيف للجزائر التي تعتبر ثالث قوة اقتصادية وثاني قوة عسكرية في أفريقيا ألا يكون لها وجود حقيقي في القارة السمراء. وتحاول الجزائر فرض نفسها رقما صعبا في المعادلة الأفريقية، عبر الرهان على تعزيز حضورها ونفوذها اقتصاديا وعسكريا، لكنها لا تزال بعيدة جدا عن تحقيق أهدافها. ويرى متابعون أن طموحات الجزائر تتعدى في جانب كبير إمكانياتها، حيث إنها ورغم امتلاكها لثروة طاقية، وأيضا لقوة عسكرية إقليمية، لكن ذلك لا يكفي في ظل سياسات متخبطة وانفعالية. ◙ الجزائر تحاول فرض نفسها رقما صعبا في المعادلة الأفريقية، عبر الرهان على تعزيز حضورها ونفوذها اقتصاديا وعسكريا ويشير المتابعون إلى أن الجزائر لا يمكنها فرض وجودها في الخارج، دون أن تؤسس لنقلة نوعية في الداخل. وأشار الرئيس الجزائري إلى معاناته قبل نجاحه في فتح خط بحري يربط الجزائر بدكار (السنغال)، وخط بحري آخر بين الجزائر ونواكشوط، والتخطيط لآخر مع كوت ديفوار، منتقدا في نفس الوقت أداء بعض المسؤولين، وبينهم المدير السابق للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي. وقال تبون “عندما أعلنت في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا عن تخصيص مليار دولار للوكالة الجزائية للتعاون الدولي توجه لتنفيذ مشاريع تنموية في أفريقيا، قوبل هذا الاقتراح بترحاب كبير، وحتى هناك من قال أين كنتم، لأنهم يعرفون صدقنا وغايتنا الحقيقية". وأضاف “الفقر جعل بعض الأفارقة لعبة بين أيادي بعض الأطراف. نسعى لدعم جهود التنمية في القارة الأفريقية بدوافع أخوية. سنبني مدارس ومستشفيات ونحفر آبارا للمياه، وقد تكون البداية بشمال مالي. لن نعرف إن كنا سننفق مليار دولار بالكامل أو أقل أو أكثر. ربما بعد شهر أو شهرين سنرى طلائع برامج الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي على أرض الواقع". وأبرز الرئيس الجزائري عزمه على تنفيذ برنامج لتصدير منتجات غير نفطية بقيمة تصل إلى 13 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن الرقم الحالي وصل إلى أكثر من 7 مليارات دولار، وهو رقم لم يتحقق منذ استقلال البلاد عام 1962.
مشاركة :