تنطلق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب في الحادي عشر من مايو الجاري لتتواصل حتى الرابع عشر من نفس الشهر، وتحتضن قاعة الملحقة الجهوية لمهن التربية والتكوين بكلميم فعاليات الافتتاح والعروض المسرحية والورشات التدريبية، فيما تشهد قاعة المكتبة الوسائطية تنظيم الندوة المركزية للمهرجان. وتنفتح فعاليات المهرجان على فضاءات متعددة تشمل مقر جمعية تحدي الإعاقة، وكلية التدبير والاقتصاد، ومؤسسة التفتح الفني والأدبي. فيما تعرف دورته الحالية مشاركة فرق مسرحية تمثل دول العراق، تونس، مصر والمغرب، إلى جانب تنظيم معرض تشكيلي يظل مفتوحا طيلة أيام المهرجان للفنان فهدي رشيد. وتنظم هذا الحدث جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية وقطاع الثقافة ومجلس جهة كلميم واد نون. المهرجان يراهن في هذه الدورة على المسرح ودوره في صون الذاكرة مقدّما أعمالا عربية وندوة فكرية وورشات تدريبية المهرجان يراهن في هذه الدورة على المسرح ودوره في صون الذاكرة مقدّما أعمالا عربية وندوة فكرية وورشات تدريبية ويستأنف المهرجان دوراته بعد توقف اضطراري خلال مرحلة كوفيد، إذ يسعى لترسيخ هويته مستقبلا بالعودة إلى الانفتاح على عمقه الجنوبي الأفريقي، وتنظيم برمجته وفق التصور الذي انبثقت عنه توصيات الدورات السابقة، فيما لا يخفي المنظمون آمالهم في أن تتوفر الشروط المالية واللوجستية، للمحافظة على انتظام المهرجان وتحقيق تصور منظميه، وتحقيق طموحات مدينة كلميم في إنشاء قاعة للعروض المسرحية والفنية. وتحتضن قاعة الملحقة الجهوية لمهن التربية والتكوين بكلميم مساء الخميس الحادي عشر من مايو فعاليات الافتتاح وتشهد تقديم كلمات المنظمين يليها عرض شريط مصور يوثق للحظات دورات المهرجان السابقة، وتكريم للفنان والفاعل التربوي حسن لحمدي، فيما تفتتح أدوار للمسرح الحر بعرضها المسرحي “نصراني في تراب البيظان” فقرة العروض المسرحية للمهرجان. ويشهد اليوم الموالي انطلاق ورشات التدريب المسرحي. وتؤطر المخرجة دليلة مفتاحي من تونس ورشة فن الحكي بفضاء مؤسسة التفتح الفني والأدبي، بينما يلتقي متدربو وكوادر المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة كلميم واد نون مع أولى فقرات ماستر كلاس المهرجان والذي خصص موضوعه لـ”المسرح والتربية” ويحظى بمداخلات الفرقة العراقية برئاسة الفنان علاوي حسين. وتحتضن قاعة الملحقة الجهوية لمهن التربية والتكوين بكلميم على الساعة الثامنة ليلا تقديم مسرحية “أوسكار” من مصر. وتتواصل فعاليات المهرجان يوم السبت بفضاء جمعية تحدي الإعاقة، بتنظيم ورشة الأداء الحركي لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن تأطير الفنانة المصرية وفاء الحكيم، فيما يشرف الأستاذ المختار مجديلية على ورشة فن الارتجال. وفي نفس التوقيت وبفضاء كلية التدبير والاقتصاد بكلميم يلتقي طلبة كلية الهندسة بجامعة أسيوط المصرية ضمن ماستر كلاس الثاني، وفي محور “التفاعل المسرحي” مع طلبة كلية التدبير والاقتصاد بكلميم. أما ندوة المهرجان فقد اختارت موضوع “المسرح الذاكرة” هذا العام، وتقام بفضاء القاعة المتوسطية بكلميم بمشاركة الباحثين اسليمة أمرز، العزة بيروك، مراد المتيوي وعزيزة عكيدة، ومن تأطير الأستاذ عبدالحق ميفراني. وتشير الأرضية الفكرية للمهرجان إلى أن الرهان على كون المسرح هو النموذج الأمثل للحوار انطلاقا من جوهر المسرح نفسه القائم على فعل الحوار وثقافته، واللعبة المسرحية برمتها ما هي إلا عبارة عن حوار متعدد الأشكال والاتجاهات، ودائما في سبيل الإنسان وحقه في حفظ ذاكرته وتقديمها وتثمينها على نحو أمثل. وتجدد جمعية أدوار للمسرح الحر رهانها على المسرح ودوره ووظيفته في سبيل صون الذاكرة ثقافيا وتاريخيا واجتماعيا، من خلال هذه الدورة التي تحاول التنقيب وفتح التواصل مع كل التجارب والحساسيات الفكرية والمقاربات، والتي من شأنها أن تقدم أسئلة جديدة في سبيل استثمار المسرح للحفاظ على الذاكرة الإنسانية عموما والجنوبية على وجه أخص. المسرح نموذج مثالي للحوار المسرح نموذج مثالي للحوار ويلتقي جمهور المهرجان بفضاء قاعة الملحقة الجهوية لمهن التربية والتكوين بكلميم، مع العرض المسرحي “الحشاشون” من تونس للفنانة دليلة المفتاحي في انفتاح بليغ من أدوار المسرح الحر على التجارب المسرحية المغاربية. وتختتم فعاليات هذه الدورة يوم الأحد الرابع عشر من مايو بفضاء مؤسسة التفتح الفني والأدبي، بورشة “هندسة المشاريع الثقافية والفنية”، يقوم بتأطيرها الإعلامي والفنان عبدالحق ميفراني، فيما تشرف الفنانة المصرية وفاء الحكيم على ورشة “الممثل في أطر العمل غير التقليدية”. ويختتم العرض المسرحي الموجه للأطفال “ذا مويز” وهو من تأليف جمال الشاطي وإخراج أحد رموز مسرح الطفل العراقي الفنان علاوي حسين وبطولة الفنانة أزهار العسلي، فعاليات العروض المسرحية بقاعة الملحقة الجهوية لمهن التربية والتكوين بكلميم. ويذكر أن جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم سعت منذ تأسيسها للانفتاح على كل أوجه التنوع الثقافي المغربي وكل الاتجاهات الفنية والمسرحية، والتي من شأنها تعميق الاشتغال الفني والجمعوي والمدني للجمعية، بما يحقق أهدافها التي تسعى من خلالها لتحقيق التنمية، كرافد أساسي من خلال الممارسة الثقافية والوعي الفني الإبداعي والتكويني والفكري، في ارتباط بتنمية الوعي الجمعي والرقي بأساليب التكوين والانخراط الفعلي للنهوض بالمجال الثقافي في الجنوب. ولتحقيق هذا المسعى، تعمل جمعية أدوار للمسرح الحر على تكثيف جوانب اشتغالها الفني، وتنويعه، عبر ملاءمة أساليب وبرامج البحث والتكوين الملازمة على حضور مختلف الأنشطة المسرحية محليا وجهويا ووطنيا ودوليا، والعمل على تنظيم وتأطير ملتقيات وتظاهرات وطنية كبرى، تسهم بالدرجة الأولى في ترسيخ ثقافة الفن وفن الثقافة، والنهوض بالسياحة الثقافية والحفاظ على الذاكرة الثقافية المتنوعة لواد نون.
مشاركة :