جددت السلطات التركية، أمس، دعواتها لتدخل عسكري بري في سوريا، الحل الوحيد في نظرها لوضع حد للنزاع الدموي المستمر في هذا البلد منذ خمس سنوات، وبينما دانت أنقرة الضربات الجوية الروسية الهمجية والجبانة، انتقدت فرنسا لمطالبتها بوقف غاراتها وقصفها للأكراد، في حين اعتبر الاتحاد الأوروبي أن القصف الروسي يترك أملاً ضئيلاً في إحلال السلام في سوريا. وقال مسؤول تركي كبير رافضاً الكشف عن اسمه للصحفيين نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. من دون عملية على الأرض، من المستحيل وقف المعارك في سوريا. وأكد المسؤول التركي، أمس، أنه من غير الوارد بالنسبة لتركيا أن تنفذ وحدها تدخلاً على الأرض. وقال لن يكون هناك عملية عسكرية أحادية تركية في سوريا مضيفاً لن نقوم بأي شيء يكون ضد إرادة التحالف. وتابع لكن بالتأكيد من الصعب التكهن ما قد يحصل خلال 10 أيام. في حال تغيرت الشروط يمكن درس خيارات أخرى لكن ليس لدينا مثل هذه النوايا حالياً. ورداً على سؤال حول الأهداف التي قد تطالها عملية برية، أجاب المسؤول التركي كل المجموعات الإرهابية في سوريا. وأضاف إن هذه المجموعات تشمل تنظيم داعش ونظام دمشق وأكراد سوريا الذين تقصف المدفعية التركية مواقعهم يومياً منذ الاثنين. من جهته، دان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بشدة، أمس، الضربات الجوية التي تشنها روسيا دعماً لنظام دمشق، واصفاً إياها بأنها همجية وغاشمة وجبانة. وقال داود أوغلو في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزبه منذ سبتمبر تقصف هذه الطائرات الهمجية والغاشمة والجبانة سوريا من دون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين. لكنه أردف قائلاً إن تركيا ستواصل اتخاذ إجراءات لتفادي خوض حرب في سوريا. كما أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لنظيره الفرنسي جان مارك ايرولت عن استيائه من دعوة باريس إلى وقف الغارات التركية على القوات الكردية في سوريا، وفق ما ذكر مصدر تركي. وأضاف المصدر الذي طلب التكتم على هويته، أن وزير الخارجية التركي أعرب خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية الفرنسي مساء الاثنين، عن استيائه من التصريحات الفرنسية، مذكراً بأن تركيا تقاتل العناصر الإرهابية في سوريا. إلى ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس، في أثينا أن القصف الروسي يترك أملاً ضئيلاً في إحلال السلام في سوريا. وبعدما عبر إثر لقائه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، عن أمله في عودة السلام إلى سوريا وخصوصاً كحل لأزمة الهجرة، قال توسك إن القصف الروسي يترك أملاً ضئيلاً، فقد تعزز نظام الأسد، والمعارضة المعتدلة أضعفت والاتحاد الأوروبي غارق في موجات جديدة من اللاجئين. وأضاف أن العالم بأسره يأمل بالسلام ومستعد للمحادثات، وذلك بعد أيام من توصل القوى الكبرى في ميونيخ إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية. (وكالات)
مشاركة :