فلسطين.. المأساة وآخر الاستعمار - عبد الله سليمان الطليان

  • 5/8/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من خلال تراكم الصراع التاريخي حول أرض فلسطين الذي أخذ بعداً دينياً في أساس وجوده، وذلك عبر الحروب الصليبية الفاشلة التي مازال الغرب يعيش مرارتها حتى الآن، فأراد الغرب بعد هذا الفشل ومعه الاستعمار في جعل تلك المنطقة بؤرة صراع دائم من أجل إضعافها، وذلك بإنشاء تلك المستوطنات اليهودية على أرض فلسطين على حساب شعبها الأصلي، ومازال هذا الصراع قائماً إلى يومنا الحاضر، تقلص من الحروب إلى المواجهات بين الشعب الفلسطيني وبين المستوطنين القادمين من شتى أنحاء الأرض مدجنين بأحدث الأسلحة، يزهقون أرواحاً بريئة، ويهينون ويذلون الشعب الفلسطيني على مرمى من العالم الغربي الذي يدافع عن (قيم العالم المتحضر). كانت مأساة الشعب الفلسطيني تحت هذا الاستعمار البغيض يمكن أن تنجلي ولكن هناك من يقف عثرة في التحرر من هذا الاستعمار، سوف ألخص جزءاً منه في مقالة كتبها الفيلسوف البريطاني برتراند راسل كتبت عام 1970 حول (إنشاء تلك المستوطنة على أرض فلسطين )، (قال راسل مأساة شعب فلسطين هي إعطاء بلادهم بقوة خارجية لشعب آخر من أجل بناء دولة جديدة. إلى أي حد سيتحمل.. العالم عازم على رؤية هذا المشهد من القسوة الوحشية؟ إنه واضح بما فيه الكفاية أن اللاجئين لهم كل الحق في أرض وطنهم من حيث تم استياقهم، وإنكار هذا الحق هو جوهر الصراع الدائم إذ لا يوجد شعب في العالم في أي مكان يمكن أن يتقبل طرد الناس بكميات من بلادهم؛ وكيف يستطيع أي شخص أن يجعل الفلسطينيين أن يقبلوا بعقاب لا يتسامح فيه أي شخص؟ إن التوصل لتسوية دائمة عادلة للاجئين في وطنهم عنصر أساسي لأي تسوية حقيقية في الشرق الأوسط، قيل لنا مراراً وتكراراً إنه يجب التعاطف مع (هؤلاء المستوطنين) وذلك بسبب معاناة اليهود في أوروبا على أيادي النازيين. (ما يفعله هؤلاء المستوطنون) اليوم لا يمكن التغاضي عنه، ولإثارة أهوال الماضي لتبرير أهوال الحاضر فهو نفاق عظيم وليس فقط تحكم (هؤلاء المستوطنين) على عدد كبير من اللاجئين بالبؤس، وليس فقط العديد من العرب تحت ظل الاحتلال يحكم عليهم بالحكم العسكري؛ ولكن يدين (هؤلاء المستوطنون) الأمم العربية التي خرجت حديثاً من الحكم الاستعماري لتفقرهم عن طريق المتطلبات العسكرية عوضاً عن التنمية الوطنية كل من يريد أن يرى نهاية سفك الدماء في الشرق الأوسط يجب أن يؤكد أن أي تسوية لا تحتوي على بذور صراع مستقبلي. تتطلب العدالة خطوة أولى تجاه تسوية وبالتأكيد هي تكون بالتراجع عن احتلال كل الأراضي المحتلة في يونيو عام 1967، حملة عالم جديد مطلوبة لتساعد في جلب العدالة للمعانين منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط).

مشاركة :