رغم أن عدد الأبناء الذين منحوا الجنسية من أمهم البحرينية وصل لـ 2159 في العام 2012، إلا أن عائلة أم يوسف المرأة البحرينية التي تنتظر حصول أبنائها على الجنسية منذ أكثر من 20 سنة. وعلى هامش المؤتمر التقت الأيام بـ أم يوسف واستقت منها التفاصيل المتعلقة بالإجراءات التي تم اتخاذها لحصول أبنائها على الجنسية وسبب استحقاقهم لها، حيث اتضح أن أم يوسف البحرينية قد تزوجت من سعودي، تتكون أسرتها من 10 أفراد (4 أولاد و6 بنات) جميعهم ولدوا وتربوا في البحرين إلا انهم مازالوا غرباء في وطنهم. وبينت أن يوسف واخوته، لم يستطيعوا الحصول على حق التعليم في الجامعات البحرينية ولا حق التوظيف وهو الأمر الذي اضطرهم للعمل في السعودية والذهاب للعمل والرجوع منه يوميا، رغم أنهم متزوجون ويقطنون مع عائلاتهم في البحرين، ورغم أن بنات أم يوسف متزوجات من بحرينيين إلا أن اثنتين منهم فقط حصلتا على الجنسية، فيما زال البقية يعانون في الحصول على أبسط حقوقهم بسبب عدم حصولهم عليها. وقال حسين أحد الأبناء في حديث لـالأيام إن الحرمان لم يقتصر فقط على التعليم أو الصحة، وأضاف طال الأمر بنا لعدم أحقية الحصول على طلب اسكاني أو التقدم بقرض الى أحد البنوك لأننا لا نحمل الجنسية رغم أن زوجاتنا بحرينيات. وأشار حسين أن زوجاتهم أيضاً لا يملكون استحقاق كافة العلاوات بسبب أن أزواجهم أجانب وليسوا بحرينيين. وذكر حسين أن المعاناة ستمسر مع أبنائهم ايضاً والذين ولدوا في البحرين ومازالوا لا يحملون الجنسية البحرينية. مستغرباً حسين عدد الطلبات التي منحت الجنسية والذي أشار اليه المجلس الأعلى للمرأة والذي وصل لأكثر من 3 آلاف طلب تم منحهم الجنسية البحرينية. حسن، الابن الاصغر لأم يوسف، لم يستطع إكمال دراسته خارج البحرين، ومازال لا يستطيع العمل بسبب عدم حصوله على الجنسية، وفي الوقت الذي يعتبر فيه عاطلا عن العمل، فإنه لا يستطيع الحصول على تأمين ضد التعطل والذي تدفعه وزارة العمل. أما أزهار، والبالغة من العمر 33 سنة، لا تستطيع الحصول على عمل ملائم، حيث إنها لا تملك الأحقية في الحصول على التأمين الاجتماعي، بالرغم أنها درست في جامعة خاصة على حسابها الخاص وحصلت على البكالوريوس إلا أنها مازالت تحصل على راتب يقل عن الـ 400 دينار بحريني وهو الأمر الذي يخالف توجهات وزارة العمل في عدم توظيف حملة البكالوريوس براتب يقل عن الـ 400 دينار، وفي الوقت الذي تقوم وزارة العمل بدعم الشركات في القطاع الخاص من خلال تبني نصف الأجر خلال العام الأول و150 خلال العام الثاني على أن تتحمل الشركة بعد ذلك تسديد الأجر كاملًا للجامعي، إلا أن أزهارًا لا تستطيع أن تحصل على الدعم الوزاري بسبب عدم حصولها على الجنسية. ويتشابه الحال مع أختها طيبة والتي لم تحصل على الجنسية حتى الآن، ولم تستطع الدراسة في البحرين، الأمر الذي اضطرها للدراسة والعمل في السعودية رغم أنها متزوجة من بحريني وتعيش مع أسرتها في البحرين، تقول طيبة إنها تعاني في ذهابها وعودتها للسعودية من أجل العمل وتضيف أعمل من الساعة 7 صباحا وحتى الرابعة عصرا، أخرج فجرا وأعود ليلا ولا أستطيع قضاء وقت طويل مع أطفالي وفي الوقت ذاته لا أستطيع التخلي عن عملي في ظل الظروف الصعبة في الحياة. ولا تقتصر معاناة طيبة وأزهار في عدم حصولهم الجنسية من أمهم، وإنما مازالوا ينتظرون التصديق على طلبهم في الحصول على الجنسية من أزواجهم البحرينيين رغم مرور 5 سنوات على تقديم الطلب، عائلة أم يوسف، والمشهورة في قريتها عند الجميع، مازال أبناؤها يعيشون الغربة في وطنهم، ويحرمون من أبسط حقوقهم كالحرمان من الخدمات الصحية كأبسط مثال.
مشاركة :