حذرت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية من مغبة تسيير ما تسمى بـ “مسيرة الأعلام” في مدينة القدس المحتلة، المزمع تنفيذها في الثامن عشر من الشهر الجاري، مؤكدة أن المقاومة ستحافظ على المعادلة التي فرضتها على الاحتلال. وقال المتحدث باسم حركة “حماس” عبداللطيف القانوع: “تسيير الاحتلال لهذه المسيرة لا يمكن أن يغير من الواقع شيئا، أو يقلب الحقائق، أو يُزيف التاريخ، وستظل القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المنشودة”. وأضاف القانوع في تصريح صحفي، اليوم الإثنين: “لا يمكن أن نسمح للاحتلال الصهيوني بتمرير مخططات التهويد للمسجد الأقصى ومدينة القدس من خلال التقسيم أو ذبح القرابين أو مسيرة الأعلام أو الطقوس التلمودية”. وشدد على أن الشعب الفلسطيني مستمر في الدفاع عن هوية المسجد الأقصى المبارك، وماضٍ في ثورته لإفشال أي محاولة لبسط السيطرة وفرض السيادة الصهيونية على مدينة القدس والأقصى. وفي السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مسيرة الأعلام التي ستجرى في الـ 18 من أيار/مايو الجاري، لن يطرأ أي تغيير علي خط سيرها. وقال موقع “واينت” الإلكتروني، أمس الأحد، نقلاً عن موظفي رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية، إن مسيرة المستوطنين واليمين المتطرف الاستفزازية “مسيرة الأعلام”، ستمر من باب العامود وأنه “لا توجد أي نية لتغيير مسارها الاعتيادي، حتى بثمن حدوث تصعيد”. وزعم موظفو الحكومة: “نحن لا نفتعل منها قضية كبيرة، لأنه لا حاجة إلى تضخيمها. ونحن لا نتحدث حولها، وخطواتنا تجري من خلال قنوات هادئة من أجل ضمان مرور الأحداث بدون مواجهات”. ويذكر أن المسيرة تنطلق سنويا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بعد تجمع المشاركين الذين قد يبلغ عددهم نحو 30 ألف مشارك، وتمر من بابين من أبواب البلدة القديمة هما باب الخليل والجديد، ثم تصل إلى باب العامود، حيث تواجه المسيرة احتجاجات فلسطينية رغم كل الحواجز التي تنصبها الشرطة في محيطه. وتنظم الصهيونية الدينية الاستيطانية وأحزاب يمينية متطرفة سنوياً “مسيرة الاعلام” الاستفزازية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بزعم إحياء ذكرى احتلالها في عام 1967، ويتخلل المسيرة “رقصة الأعلام” وإطلاق شعارات عنصرية واعتداءات على المقدسيين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. يذكر أنه في أيار/مايو العام 2021، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تغيير مسار المسيرة الاستفزازية، بحيث تمرّ من باب الخليل وليس من باب العامود في طريقها إلى باحة حائط البراق. وأوقفت الشرطة الإسرائيلية المسيرة في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه مدينة القدس تبنتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس احتجاجا على اعتداءات الشرطة على المصلين في المسجد الأقصى ومحيطه والتنكيل بهم ما أوقع عدد كبير من الإصابات . وقد اندلعت على إثر ذلك مواجهة عسكرية كبيرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمرت قرابة 11 يوماً استشهد خلالها العشرات من الفلسطينيين وجُرح وأصيب خلالها المئات.
مشاركة :