دمشق - قُتل مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة في غارة جوية استهدفت اليوم الاثنين منزلهم في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن الأردن نفذ العملية، فيما يأتي هذا القصف بعد الاتفاق الأخير بين وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر على التعاون مع دمشق لمكافحة ظاهرة تهريب المخدرات. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة مصادر في كل أنحاء سوريا في بيان "قتل مرعي الرمثان وعائلته المؤلّفة من زوجته وأطفاله الستة جراء استهداف طيران حربي أردني لمبنى يضم منزلهم في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي" عند الحدود مع الأردن. ويعد الرمثان، وفق المرصد، من "أبرز تجّار المخدرات بينها الكبتاغون في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن"، فيما لم يصدر أي تعليق أردني حول الغارة. وتأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد بيان صدر مطلع الشهر الحالي في عمان إثر اجتماع ضمّ وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية نصّ على "تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية". وأشار البيان إلى أن سوريا "ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب". وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات آتية من الأراضي السورية، لاسيما بعد أن تحوّل إلى منصة لتهريب المخدرات خصوصا الكبتاغون الذي يُصنّع في سوريا إلى دول الخليج. ويقول الأردن إن تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالي 375 كيلومترا بمثابة "عملية منظمة" تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة. وتمكنت القوات الأردنية الأحد من إحباط محاولتي تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة والذخائر من سوريا، وفق وسائل إعلام أردنية. وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إن قوات حرس الحدود ضبطت 1.2 مليون حبة كبتاغون و500 كف حشيش و5 أسلحة نارية من نوع كلاشنكوف وكميات من الذخائر، كما تم العثور على 300 ألف حبة كبتاغون وممنوعات أخرى. وأعلن الجيش في 17 فبراير/شباط 2022 إحباط السلطات الأردنية خلال نحو 45 يوما دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي ضُبطَت طوال عام 2021. وتُعد سوريا المصدر الأبرز للكبتاغون منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011. إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجا واستخداما وتصديرا. وتُشكّل دول الخليج وخصوصا السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعدّ من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة" وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى. ويأتي هذا القصف الأردني على وقع انفتاح عربي متسارع نحو دمشق بعد 12 عاما من نزاع مدمر وغداة إعلان جامعة الدول العربية إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة استئناف مشاركة سوريا في اجتماعاتها، بعد تجميد عضويتها منذ عام 2011.
مشاركة :