شهد أمس مسرح مكتبة محمد بن راشد، فعاليات اليوم الأول من النسخة الثالثة لعروض مهرجان دبي للمسرح المدرسي وذلك بمشاركة 11 مدرسة. تنظم المهرجان هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» وبالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، بهدف دعم الحراك المسرحي في جميع المدارس ما يسهم في إنشاء جيل مثقف من المواهب الإماراتية المبدعة في قطاع الفنون المسرحية في مختلف المراحل الدراسية، لتكوين قاعدة شعبية وانتماء حقيقي لمسارات أبي الفنون في دبي. مدرسة الراية وفي السياق افتتحت فعاليات مسرحية (عين عذبة) من تأليف غنام عنام وتمثيل فرقة مسرح مدرسة الراية للتعليم الثانوي للبنات وإعداد وإخراج المعلمة نسرين الردايدة، وتدور فكرتها في قرية اسمها (عين عذبة) يسود أفراد هذه القرية التعاون والإخاء والأمن والاستقرار بحراسة أبنائها المخلصين لمواردها وثرواتها المرموز لها بعين الماء التي تعد المصدر الوحيد لدخل أهل القرية ومعيشتهم واستمرار حياتهم، وتتم حراسة هذه العين على مدار الساعة من اللصوص الذين يترصدون سرقتها، في حين قدمت طالبات مدرسة القيم الحلقة الثانية على خشبة مسرح مكتبة محمد بن راشد مسرحية «اللعبة» وهي من إعداد وإخراج المعلمة سارة فؤاد إلى جانب مساعدة المخرجة الطالبة فاطمة يعقوب وتدور أحداثها في إطار اجتماعي تثقيفي بأهمية العادات والقيم الحميدة في الارتقاء بالنفس واكتساب صداقات جديدة. أنشطة وفي معرض توصيفها لتأثير المسرح المدرسي في تكوين وتأسيس قاعدة من المواهب المثقفة والمهتمة بالحراك المسرحي المحلي والعربي، قالت فاطمة الجلاف، مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» إن المهرجان في نسخته الثالثة يعد احتفالية حقيقية لعودة أنشطة المسرح المدرسي بعد انقطاع، وعلى الرغم من ضيق الوقت ومساحات الورش والتدريب استطاعت 11 مدرسة المشاركة بعروض خاصة للمهرجان، وهو ما نعده إنجازاً ومكسباً حقيقياً لتحقيق أهدافنا بشكل متكامل في الدورات المقبلة. قدرات وأضافت الجلاف: تبشر عروض اليوم الأول بالكثير من التفاؤل نحو القدرات والجهود التي بذلتها الطالبات والمعلمات لتأسيس عرض مسرحي قوامه القيم والعادات المجتمعية الهادفة ووفقاً للمراحل الدراسية المشاركة وهو ما يجعل المسرح المدرسي متميزاً عن باقي الأشكال من المسرح كونه أنسب الأشكال الفنية للتواصل مع التلميذ أو الطالب في المدرسة وللتعبير عن عالمه الخاص، فضلاً عن أنه يعد فناً اجتماعياً مفعماً بالعديد من العناصر كالتقاليد والمحاكاة والاندماج، وهناك عناصر مهمه يمنحها الأداء في المسرح كالخيال والاندهاش والإلقاء والمرونة الجسدية والتنفيس فبالحوار يمكن تطوير الإمكانات اللغوية للأطفال وهم في طور النمو والإدراك والتعلم ما يجعلهم أكثر قدرة على التلقي والتأثر والتعلم. تكيف مجتمعي وعن تقييم العروض المسرحية المشاركة في المهرجان المدرسي يؤكد رئيس لجنة التحكيم الفنان مرعي الحليان أن العروض تخضع للعديد من العوامل الأساسية وأهمها أن يراعي طبيعة المرحلة العمرية للطلاب أو الطالبات المشاركين في العرض المسرحي، ويتوجب أن يتناسب الخطاب واللغة في المسرحية والتمثيل لاحقاً مع مستوى العمر وقربها من المناهج الدراسية إلى حد كبير، ما من شأنه أن يساعدهم على التكيف الاجتماعي وتذوق جمال التمثيل على خشبة المسرح وتجاوز الشعور بفقدان الثقة والسماح لمواهبهم بالانطلاق والتفرد أمام الجميع عبر الدعم والتأهيل الذي تهيؤه فرق العمل. مخرجات التكوين وعن أهمية المهرجان في اكتشاف مواهب جديدة في مجال المسرح قال عضو لجنة التحكيم الفنان والمخرج محمد سعيد السلطي: بلا شك يسهم المهرجان في اكتشاف قدرات ومواهب لامعة تخرج من رحم المسرح المدرسي إلى فضاء المسارح المحلية والعربية كونه يدخل إطار التكوين والتنشئة والنابع من مخرجاته الواعية بالسلوكات والعادات لدى الطلاب، كالميل إلى اللعب مع الزملاء أو الأقران، كالتقليد والمحاكاة للشخوص في حياة الطالب، فضلاً عن تقمص أدوار البطولة، والإعجاب بالأبطال والحكايات الأسطورية، وسرعة الاستجابة للحدث والتأثر به والتماهي معه، ومنحه إمكان القدرة على التخيل، والميل إلى الانفعالات المتنوعة لأقل استثارة، ومن المفيد أن تستعين المسرحية المقدمة للتلميذ بعنصر الفكاهة أو الإضحاك إذا كانت الفكرة والموضوع يسمحان بذلك من دون إقحام أو تكلف. منهج تربوي وبدوره أشار عضو لجنة التحكيم الفنان حسن يوسف البلوشي إلى أن مهرجان دبي للمسرح المدرسي يعد دعامة مهمة من دعائم التربية والتعليم لأنه يحقق الأهداف العديدة التي هي من أهداف المناهج التربوية المرسومة، ويسهم في تثقيف الطفل، وإغناء معلوماته وتنمية شخصيته، وتوسيع مداركه، كما يدرب المساهمين في تقديم المسرحيات على الفصاحة والإلقاء السليم وسرعة البديهة وحسن التصرف ومواجهة المتلقين ويمتلك المسرح خاصية مهمة بما يطرحه من أفكارٍ كونه يمتلك الإمكان في التغيير بصورة سلسة وبسيطة لدى المتلقي، فضلاً عن قدرته على تغيير نظرة الناس إلى العالم من حولهم وتغيير المواقف والاتجاهات وبعض القيم وأنماط السلوك، وذلك بما تبثه من معلومات فكثيراً ما يتخلى الناس عن قيم راسخة لديهم واستبدلوا بها قيماً أخرى. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :