تعاني الشعوب الأصلية في منطقة الأمازون البوليفية من التلوث بالزئبق الذي يتم استخدامه في استخلاص مادة الذهب من المناجم ويتم إلقاء ما يتبقى منه في الأنهار، لاسيما في نهري بيني ومادري دي ديوس، حيث تصطاد مجتمعات الأمازون الأسماك التي تشكل أساس نظامهم الغذائي. والزئبق معدن شديد الخطورة، يسبب التعرض له أمراضاً خطيرة، والتي قد تكون مميتة بشكل خاص للأطفال والنساء الحوامل. وتقول المدافعة عن أراضي السكان الأصليين والحقوق البيئية في منطقة الأمازون البوليفية، روث أليباز «لم نكن ندرك تماماً مخاطر الزئبق، فقد ظلت المجتمعات تعاني من مشاكل صحية ناجمة عن التلوث وبدأت في الظهور، مثل مشاكل الجلد والإسهال عند الأطفال وحالات الإجهاض لدى النساء، والأعراض والآثار التي لم تكن معروفة من قبل». وبسبب قلقهم إزاء هذا الوضع، طلب السكان الأصليون من مركز التوثيق والمعلومات البوليفي الكشف عن سبب ما يحدث لهم. وتم الاتصال بكلية علم السموم بجامعة كارتاخينا في كولومبيا، والتي أجرت 350 اختباراً للشعر على أفراد من مجتمعات مختلفة، وأظهرت النتائج ما متوسطه سبعة أجزاء في المليون من الزئبق في أجسامهم، وهو ما يزيد سبع مرات عن المستويات الآمنة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. أخذ العالم الكولومبي، خيسوس أوليفيرو، العينات وعرض نتائج الدراسة أمام لجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان العام الماضي. وأشار في تقريره إلى أنه من خلال الدراسات الاستقصائية والتقارير ثبت أن عدداً كبيراً من السكان الأصليين يعاني من فقدان للذاكرة، وارتعاش في اليد فضلاً عن مشاكل حسية، خاصة أولئك الذين يتعرضون لمستويات عالية من التلوث بالزئبق. ويحذر الباحثون من أن التلوث يمكن أن يمتد إلى جميع مجتمعات حوض الأمازون ويصيب عمال المناجم الذين يستخدمون الزئبق في المنطقة لفصل واستخراج الذهب من الصخور أو الأحجار في الأنهار. في السنوات الأخيرة، نما نشاط تعدين الذهب بشكل كبير في بوليفيا. ووفقاً لأرقام المعهد الوطني للإحصاء تم تصدير 25 طناً من الذهب في عام 2020 بقيمة 1.276 مليار دولار، وفي عام 2022 وصلت الكمية إلى 64 طناً بقيمة 3.003 مليارات دولار. وأدى ازدهار تعدين الذهب إلى زيادة الطلب على الزئبق. ويتم استخدام ثلاثة إلى أربعة أطنان من هذا المعدن السام لإنتاج طن واحد من الذهب. ويشتري عمال المناجم الزئبق من مدينتي لاباز وإل ألتو، حيث يتم تخزينه وبيعه دون لوائح واضحة، ما يعرض أكثر من مليوني ساكن في كلتا المدينتين للتلوث بالزئبق. وتقول عالمة البيئة المعروفة وعضو مجلس الشيوخ في الجمعية التشريعية متعددة القوميات في بوليفيا، السيناتور سيسيليا ريكينا «نحن نتسمم بمجرد السير في الشارع، ولا تتخذ الجمارك تدابير خاصة لتنظيم واردات الزئبق، وعلاوة على ذلك، لا توجد رقابة فعالة على استخدام الزئبق لاستخراج الذهب». وهناك، العشرات من متاجر المجوهرات، المحمية جيداً بكاميرات المراقبة، تعرض الزئبق في زجاجات صغيرة يبلغ وزنها كيلوغرام واحد، وتحمل الزجاجات البيضاء اسم العلامة التجارية «الإسبانول»، الذي يعرفه مشترو المادة جيداً. وعند مداخل متاجر المجوهرات، يرى المرء أفراناً صغيرة وأنابيب أكسجين ومداخن تواجه الشارع. ويقول أحد أصحاب هذه المحال «نذيب الزئبق في هذه الأفران، حيث يخرج بخاره من المداخن، هكذا نعمل». ويصل سعر كيلو الزئبق لما يعادل 286 دولاراً أميركياً. في عام 2015، استوردت بوليفيا 151.5 طناً من الزئبق وبعد عام واحد، وصلت واردات الزئبق إلى رقم قياسي بلغ 238.3 طناً. في عام 2020، استوردت الدولة 165.2 طناً، متجاوزة دولاً أخرى. هذا الحجم جعلها واحدة من أكبر مستوردي الزئبق في العالم، وفقاً لبيان صادر عن نائب وزارة التجارة المحلية. والموردون الرئيسون لبوليفيا هم روسيا والمكسيك. وبينما تمضي الحكومة البوليفية قدماً في مشاريع للحد من استخدام الزئبق في التعدين، تتوقع السيناتور ريكينا أن ذلك سيستغرق أشهراً عدة وسيعتمد التقدم على بيروقراطية الدولة. وتقول: «يمكن للسلطات أن تضع لائحة رقابة على الجمارك والتسويق». العشرات من متاجر المجوهرات المحمية جيداً بكاميرات المراقبة، تعرض الزئبق في زجاجات صغيرة يبلغ وزنها كيلوغرام واحد. خلال الدراسات الاستقصائية والتقارير ثبت أن عدداً كبيراً من السكان الأصليين يعاني من فقدان للذاكرة، وارتعاش في اليد فضلاً عن مشكلات حسية، خصوصاً أولئك الذين يتعرضون لمستويات عالية من التلوث بالزئبق. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :