غيب الموت اليوم (الثلاثاء) أحد أهم رموز الدبلوماسية العربية والمصرية، الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والرئيس المؤسس للمجلس القومي لحقوق الإنسان، عن عمر يناهز 94 عاما، بمستشفى السلام بالجيزة. ويعد الفقيد هو سادس أمين عام للأمم المتحدة وأول أمين عام عربي، حيث تولى مهامه في الأول من يناير (كانون الثاني) 1992 لفترة خمس سنوات. وعندما عينته الجمعية العامة لهذا المنصب في 3 ديسمبر (كانون الأول) 1991، كان الدكتور بطرس غالى يتبوأ منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو (أيار) 1991، وكان وزيرا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر (تشرين الأول) 1977 وحتى 1991. ولد غالي في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1922 بالقاهرة، وهو ينتمي لعائلة قبطية وأم أرمينية، وهو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله إبراهيم الورداني. هو أيضًا عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيرا للمالية سابقا. درس بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج في عام 1946، ثم حصل على الدكتوراه من فرنسا في عام 1949. وعمل أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة (1949 - 1977). كما أنه عمل مديرًا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي (1963 - 1964). وشغل الكثير من المناصب، حيث كان وزير الدولة للشؤون الخارجية في عهدي الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. كان نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة. تولى منصب أمين عام الأمم المتحدة 1992 - 1996 بمساندة فرنسية قوية، ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب، في فترة سادت فيها صراعات في رواندا والصومال وأنغولا ويوغوسلافيا السابقة. لم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو بعد انتقادها له. ترأس منظمة الفرنكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة، كما أنه ترأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان (حكومي مصري)، استقال من رئاسة المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في فبراير (شباط) من عام 2011. كان الدكتور بطرس بطرس غالى على صلة وثيقة منذ زمن طويل بالشؤون الدولية بوصفه دبلوماسيا وخبيرا في القانون وعالما وكاتبا نشرت مؤلفاته على نطاق واسع. وكان عضوا في لجنة القانون الدولي من عام 1979 إلى عام 1991، وهو عضو سابق في لجنة الحقوقيين الدولية، ولديه صلات مهنية وأكاديمية كثيرة ترتبط بخلفيته في مجال القانون والشؤون الدولية والعلوم السياسية، ومنها عضويته في معهد القانون الدولي، والمعهد الدولي لحقوق الإنسان، والجمعية الأفريقية للدراسات السياسية، وأكاديمية العلوم الأدبية والسياسية (الأكاديمية الفرنسية، باريس). وقد شارك الدكتور بطرس بطرس غالى على مدى أربعة عقود، في اجتماعات كثيرة للأمم المتحدة تتناول القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنهاء الاستعمار، وقضية الشرق الأوسط، والقانون الإنساني الدولي، وحقوق الأقليات الإثنية والأقليات الأخرى، وعدم الانحياز، والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعاون الأفريقي العربي. وكان له دور في المفاوضات المتعلقة باتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل التي وقعت في عام 1979. وخلال حياته العملية، حصل الدكتور بطرس بطرس غالى على جوائز وأوسمة من 24 بلدا، تشمل إلى جانب مصر، بلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وغواتيمالا وفرنسا وإكوادور والأرجنتين ونيبال ولكسمبورغ والبرتغال والنيجر ومالي والمكسيك واليونان وتشيلي وبروناي دار السلام وألمانيا وبيرو وكوت ديفوار والدنمارك وجمهورية أفريقيا الوسطى والسويد وجمهورية كوريا. وقد قلد أيضا وسام فرسان مالطة.
مشاركة :