قتل الجيش الإسرائيلي 12 فلسطينيا على الأقل بينهم ثلاثة من أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الاسلامي بعد استهداف منازل عدة في مناطق متفرقة من القطاع، ضمن عمليته العسكرية الجديدة التي أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، وبدأ تنفيذها في ساعات فجر اليوم الثلاثاء. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وجه بـ"استدعاء جنود الاحتياط في الجيش". ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن "رئيس الأركان هرتسي هليفي، يجري جلسة لتقييم الوضع مع قادة القيادة الجنوبية والشاباك ونؤكد استعدادنا لكل السيناريوهات". ونقلت سيارات الإسعاف قتلى وجرحى فلسطينيين من عدد من المواقع التي طالها الطيران الحربي الإسرائيلي بغارات. وقال بيان صادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس "ارتقى 12 شهيدا وأصيب 20 مواطن بجراح مختلفة حتى اللحظة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة". وأضاف البيان أن عددا من النساء والأطفال من بين الضحايا، مشيرا إلى أن "طواقم الإسعاف لا زالت مستمرة في اجلاء الضحايا من المناطق التي استهدفها الاحتلال". من جانبها، نعت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، في بيان "الشهيد القائد جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس والشهيد القائد خليل البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس والشهيد القائد طارق عزالدين أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية". ويعتبر الغنام (62 عاما) وهو من سكان جنوب قطاع غزة من أبرز قادة سرايا القدس، وأحد المطلوبين لإسرائيل منذ عام .2000 وكان غنام شغل عدة مناصب عسكرية في سرايا القدس منها قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال وأصيب بجروح منها بتر قدميه. أما خليل البهتيني (44 عاما) فكان يشغل عضوية المجلس العسكري لسرايا القدس وقائد منطقتها الشمالية، وهو من سكان مدينة غزة، وله علاقة بتطوير القذائف الصاروخية في الجهاد الإسلامي. وتقول إسرائيل إن البهتيني تسلم قيادة منطقة شمال قطاع غزة في سرايا القدس، بعد اغتيال قائدها السابق تيسير الجعبري في أغسطس عام 2022 جراء غارة إسرائيلية. أما طارق عزالدين (48) فهو من سكان جنين في شمال الضفة الغربية، قد أُفرج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، وأبعدته إسرائيل إلى غزة. وانتخب عز الدين ضمن أول مكتب سياسي منتخب للجهاد الإسلامي عام 2018، ثم أعيد انتخابه في دورة ثانية قبل أشهر، ويعد مسؤول العلاقات بين الجهاد الإسلامي في غزة والجماعات المسلحة في الضفة الغربية. وأوضح بيان سرايا القدس أن "الشهداء ارتقوا جراء عملية اغتيال صهيونية جبانة فجر اليوم (..) ومعهم زوجاتهم المجاهدات وعدد من أبنائهم". بدوره أكد الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي تنفيذ مقاتلاته الحربية الغارات الجوية على القطاع واستهداف القيادين الثلاثة في حركة الجهاد التي تعتبرها الدولة العبرية بأنها "إرهابية". وأفاد مصدر أمني فلسطيني أن المقاتلات الحربية الاسرائيلية شنت عدة غارات عنيفة على أهداف في قطاع غزة، من بينها منازل لقياديين في حركة الجهاد الإسلامي. كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لسرايا القدس في مناطق مختلفة في قطاع غزة. وتوعدت حركة الجهاد بـ"الرد". وقال المتحدث باسم حركة الجهاد طارق سلمي في بيان إن "المقاومة ستبدأ من حيث انتهت المعارك السابقة، كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال". وتابع "الاحتلال ضرب عرض الحائط بكل مبادرات الوسطاء والمقاومة ستثأر للقادة الشهداء". من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان إن "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة". وشدد أن "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، المقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر". ونددت مصر اليوم الثلاثاء بما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بعد مقتل ثلاثة من كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي وما لا يقل عن تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال في ضربات جوية على قطاع غزة. ونددت القاهرة أيضا في بيان أصدرته وزارة الخارجية بما وصفته باقتحام مجموعة من المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى اليوم الثلاثاء واستمرار المداهمات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية. وأكد بيان الخارجية على "رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر". وأغلقت إسرائيل معابرها المتصلة بالقطاع. وذكر مسؤول في هيئة المعابر الفلسطينية أن الجانب الاسرائيلي أبلغهم بـ"إغلاق معبر بيت حانون (ايريز) شمال القطاع، ومعبر كرم ابو سالم التجاري (جنوب) حتى إشعار آخر". كما أعلن رئيس المكتب الاعلامي في حكومة حماس تعليق الدوام للمؤسسات الحكومية والتعليمية "حتى إشعار آخر". وكانت الجبهة بين إسرائيل وقطاع غزة قد هدأت بعدما شهدت الأسبوع الماضي قصفا متبادلا أوقع قتيلا وخمسة جرحى في الجانب الفلسطيني وثلاثة جرحى في الجانب الإسرائيلي. ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد وفاة القيادي في حركة الجهاد خضر عدنان (45 عاماً) نتيجة اضراب عن الطعام استمر نحو ثلاثة أشهر في سجن الرملة. وفي أغسطس 2022، أدت اشتباكات مسلحة استمرت لثلاثة أيام بين إسرائيل والجهاد الإسلامي إلى مقتل 49 فلسطينياً، بينهم 12 من أعضاء الجهاد، وفقا للحركة، وما لا يقلّ عن 19 طفلا، وفقا للأمم المتحدة. ومنذ بداية يناير، قُتل أكثر من 120 فلسطينيا و19 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، أما من الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.
مشاركة :