أنور قرقاش يؤكد أهمية الاستعداد المبكر للتعامل مع الأزمات

  • 5/10/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الحديث عن الطوارئ والأزمات أصبح حاجة مُلحة وضرورية نظراً لتعدد القضايا المرتبطة بهذا الموضوع، ومنها الكوارث الطبيعية والأزمات الصحية والاقتصادية، وصولاً إلى قضايا الأمن الوطني المتعلقة بالإرهاب والحروب والصراعات. وقال، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة الطوارئ والأزمات (أبوظبي 2023): «إن العالم مر بالعديد من الأزمات والكوارث الطبيعية التي تطلبت جهداً وتنسيقاً كبيراً للتعامل معها، ولعل آخر أزمتين على مستوى دولي وإقليمي ما زالتا مرتبطتان بالذهن هما جائحة (كوفيد- 19) وزلزال شرق المتوسط». وأضاف: «لعل هاتين الأزمتين عززتا الإدراك العالمي تجاه ضرورة التعامل مع إدارة الأزمات والطوارئ ضمن مجموعة متكاملة من المعطيات، أهمها التفكير الاستراتيجي، والاستعداد والتخطيط والتكيف والتواصل الفعال، وهذه المعطيات تحتاج إلى مؤسسات وطنية راسخة ومتمكنة؛ لذلك أصبح من الواضح تماماً أن مثل هذه المؤسسات ذات أهمية قصوى في مواجهة احتمالات الأزمات والطوارئ والكوارث بغض النظر عن نوعها». وذكر معاليه أن المؤسسات المرتبطة بالأزمات والطوارئ هي مؤسسات محورية ومركزية لضمان أمن الدول مثلها، مثل أي مؤسسة أمنية أو دفاعية، وهذا لا ينفي بالضرورة أن هناك بعض الأنظمة تستغل مثل هذه الأحداث الإنسانية لإعطائها بُعداً ترويجياً وإيديولوجياً يخدم مصالحها وتوجهاتها السياسية. ورغم ذلك، فإن التجارب أثبتت أن قدرة الدولة الوطنية وكفاءة أجهزتها هي أهم عنصر من عناصر التصدي للأزمات والكوارث الطبيعية. وأكد معالي قرقاش أهمية الاستعداد المبكر للتعامل مع الأزمات، من خلال وضع إطار تنظيمي ومتابعة حثيثة وشراكة تشمل جميع الجهات المعنية، فالاستعداد والتخطيط المسبق يمثلان بوصلة العمل التي تقود الفرق كافة خلال حدوث الكوارث والأزمات، ومن الطبيعي أن يشتمل هذا الإطار التنظيمي على الخطط الموزعة حسب طبيعة ونوع ومدى اتساع كل أزمة، ووجود استراتيجيات محددة وواضحة للاتصال بين كافة الجهات المعنية، وكوادر مؤهلة ومدربة تتمتع بقدرات وخبرات مكتسبة من خلال التأهيل والتدريب المستمر، فضلاً عن تخصيص الموارد المالية والبشرية، فكل ذلك في مجمله يؤدي إلى استجابة منسقة وكفاءة عالية للتعامل الفوري مع أي حدث طارئ. ولفت معاليه إلى الدور الريادي الذي قامت به القيادة الحكيمة، في تعاملها مع أزمة «كوفيد - 19» منذ بدايتها وحتى الإعلان عن تجاوزها، حيث تعاملت القيادة بفكر استراتيجي شامل يوائم بين المتطلبات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل ذلك تحت ضغط الوقت وطبيعة الأزمة التي فاجأت العالم بحدتها واتساعها وتداعياتها، وقد رأينا كيف عاشت الكثير من الدول أوقاتاً من التخبط في بدايات الأزمة، وهذا ما انعكس على قدراتها على التعافي وتجاوز الآثار السلبية لـ«الجائحة». وأشار إلى أن مؤسساتنا الوطنية سباقة وذات كفاءة عالية في القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب، وإدارة المشهد العام بشكل يوازن بين الأولويات والنتائج المطلوبة، والسيناريوهات العديدة التي كان العالم والمنظمات الدولية المعنية يتوقعون حدوثها. وقال معاليه في كلمته: «لا يفوتني الحديث عن فعالية التواصل الفريد الذي أخذته القيادة على عاتقها، فقد كانت حاضرة في المشهد بشكل متواصل، فالناس كانت تعيش لحظات من عدم اليقين، وفي وقت أحوج ما يكونون فيه إلى من يعزز ثقتهم ويؤكد لهم أن الأمور بخير وتحت السيطرة، وقد كان للرسائل التي أرسلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لكافة شرائح المجتمع وللعاملين في خط الدفاع الأول الدور الكبير في تطمين الجميع وبث روح من التفاؤل والأمل، وترسيخ القناعة بأن الإمارات لديها من القدرات والإمكانات ما يضمن أمن وصحة وحياة كل مَن يعيش على أرضها دون تمييز أو تفريق». وأشار معالي قرقاش إلى أنه رغم نحو ثلاث سنوات على تفشي «الجائحة»، وخروج العالم من هذا الامتحان الصعب إلا أن العديد من دول العالم ما زالت تعاني آثارها وتداعياتها خاصة تلك المرتبطة بالنمو الاقتصادي ومؤشرات التنمية المختلفة، لافتاً إلى أن «دولة الإمارات وبفضل القيادة الحكيمة، وكفاءة الفرق التنفيذية في التعامل مع الجائحة بدرجة كبيرة من الشفافية والفعالية قد تكون في صدارة الدول التي تعافت بشكل كلي من هذه التداعيات، فقد كانت الإمارات وعبر «إكسبو 2020 دبي» أول دولة تنظم حدثاً عالمياً بعد (الجائحة) وضمن أعلى معايير الصحة والسلامة».

مشاركة :