دراسة: اضطرابات الصحة العقلية لدى الشباب قد تعرّضهم لنوبات قلبية أو سكتات دماغية مستقبلًا

  • 5/10/2023
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ البالغين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر الذين يعانون من اضطرابات عقلية، أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ونظرت الدراسة التي نُشرت يوم الاثنين في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية في البيانات الصحية لأكثر من 6.5 مليون شخص من خلال قاعدة بيانات خدمة التأمين الصحي الوطنية الكورية. وتراوحت أعمار الأشخاص الذين شملتهم الدراسة الجديدة بين 20 و39 عامًا، وخضعوا لفحوصات صحية بين عامي 2009 و2012. وتمت مراقبة صحتهم حتى ديسمبر/ كانون الأول 2018، بحثًا عن تحديد بداية تعرضهم لنوبات قلبية وسكتات دماغية. وبحسب الدراسة، فإن حوالي 13٪ من المشاركين عانوا من نوع من الاضطرابات النفسية، التي تشمل الأرق، والقلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب تعاطي المخدرات، واضطرابات الأكل، والاضطراب ثنائي القطب، والفصام، أو اضطراب الشخصية. قد يهمك أيضاً استطلاع: مشاكل الصحة العقلية تدفع طلاب الجامعات إلى التخلّي عن متابعة دراستهم ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا، ويعانون من اضطراب عقلي، كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بنسبة 58٪، وأكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 42٪ مقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب. وقالت الدكتورة كاثرين إيرليش، الأستاذة المساعدة بعلم السلوك وعلوم الدماغ في جامعة جورجيا، غير المشاركة في البحث: "عرفنا منذ بعض الوقت أنّ الصحة العقلية والصحة البدنية ترتبطان، لكن ما أجده مثيرًا للدهشة بشأن هذه النتائج أن هذه الروابط كانت واضحة في مثل هذه السن المبكرة". ولفتت إلى أنّ أمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية نادرة قبل سن الأربعين، لذلك كان هناك حاجة لدراسة كبيرة مثل هذه لمعرفة العلاقة بين الصحة العقلية والتعرض (لأمراض القلب والنوبات القلبية) غير المألوفة لدى الشباب. الصحة النفسية ونمط الحياة ورغبت إيرليش بمعرفة المزيد عن النشاط البدني والوجبات الغذائية للأشخاص المعنيين بهدف فهم أفضل لما إذا كان ثمة تأثير لهذه العوامل على العلاقة بين حالات الصحة العقلية، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية. وأشارت الدراسة إلى أنه لا يمكن أن يُعزى الخطر المتزايد إلى التفاوت في أنماط الحياة المعتمدة فقط، حيث ضبط المؤلفون العوامل التي تشمل العمر، والجنس، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض الكلى المزمنة، والتدخين، والكحول، والنشاط البدني، والدخل. قد يهمك أيضاً دليل من 6 نصائح حول الصحة العقلية لمساعدة طفلك في الأوقات العصيبة وأفاد مؤلف الدراسة الدكتور إيو كيون تشوي، أستاذ الطب الباطني بكلية الطب في جامعة سيؤول الوطنية بكوريا الجنوبية، أنّ هذا لا يعني أنه يجب تجاهل نمط الحياة. وأضاف تشوي في بيان أنه "في حين أن سلوكيات نمط الحياة لا تفسر الخطر المتزايد على القلب والأوعية الدموية، لا يعني هذا أنّ اتباع العادات الصحية لن يحسن من توقّع مسار المرض". وأشار إلى أنه "لذلك يجب التوصية بتعديل نمط حياة الشباب الذين يعانون من اضطرابات عقلية لتعزيز صحة القلب".  التغييرات والفحوصات وأفاد مؤلف الدراسة الدكتور تشان سون بارك، الباحث في مستشفى جامعة سيؤول الوطنية، أنه بكوريا الجنوبية يعاني واحد من كل ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا من أحد أنواع الأمراض العقلية، ما يعني أن عددًا كبيرًا من الأشخاص قد يُصبحوا عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. وأضاف بارك أن ذلك قد يشير إلى وجود حاجة أكبر لإدارة الظروف النفسية ومراقبة صحة القلب لدى المعرضين للخطر. وفي هذا الشأن، قالت إيرليش: "إذا تمكنا من تقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي مزمن، فقد نجد فوائد ثانوية في السنوات المقبلة لجهة عدد الأشخاص الذين يعالجون الأمراض المتعلقة بالقلب". قد يهمك أيضاً دراسة: ارتفاع مقلق بعدد زيارات قسم طوارئ الصحة العقلية في مستشفيات الأطفال.. لماذا؟ وأضافت أنه من المهم الإشارة إلى أنّ النتائج لا تُظهر أنّ الأمراض العقلية تتسبّب بأزمات قلبية أو سكتة دماغية. لكن البحث يشير إلى عامل خطر يجب الانتباه إليه. وتابعت إيرليش أنه قد تنجم فائدة عن التدابير الوقائية لجهة تقليل المخاطر، وقد تشمل الحفاظ على نظام غذائي صحي، ودمج النشاط البدني. وأوصى تشوي بأن يخضع الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية لفحوصات منتظمة أيضًا. وأضاف أنّ هذه النتائج قد تؤكد أيضًا أهمية معالجة الشعور بالوحدة. ولفتت إيرليش إلى أنّ "العديد من المصابين بمرض عقلي يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، ولسنوات كان الباحثون يدقّون ناقوس الخطر من أنّ الوحدة قد تضرّ بالصحة الجسدية". وأضافت: "قد تكون الجهود المبذولة لتحسين الترابط الاجتماعي بين الشباب حاسمة في معالجة المعدلات المتزايدة لأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ".

مشاركة :