شاركت المملكة العربية السعودية، بالاجتماع الإقليمي حول تنفيذ الاستراتيجية العربية للوقاية والاستجابة لمناهضة جميع أشكال العنف ضد النساء المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان خلال الفترة من 8 حتى 9 مايو 2023م، بحضور رفيع المستوى من الوزراء والسفراء وممثلي الجهات المعنية بالدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وكذلك الجهات الفاعلة المعنية بالنساء والفتيات، ومكاتب ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبتنظيم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووزارة التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية. ورأس وفد المملكة مديرة إدارة الدعم المجتمعي ومديرة إدارة الشراكات والعلاقات الدولية المكلف بمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتورة هناء عمر، وعضوية ممثلي وزارة الداخلية وهيئة حقوق الإنسان ومجلس شؤون الأسرة.واستعرضت الدكتور هناء عمر خلال كلمتها في الاجتماع جهود المملكة العربية السعودية في القضايا الإنسانية المهمة بشكل عام، وقضية العنف ضد النساء والفتيات بشكل خاص داخل وخارج المملكة ، مشيرة إلى جهود الجهات المختصة في توعية المجتمع داخل المملكة من خلال نشر المبادئ والمفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان وتنمية الوعي بها وتنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات التوعوية لمناهضة العنف ضد أشكال العنف ضد النساء والفتيات، والتأكيد على أهمية دور الرجال والفتيان في دعم المرأة لإيجاد بيئة متوازنة تضمن حلول أكثر شمولية واستدامة لمستقبل أفضل. وتطرقت إلى آلية الإحالة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، إضافة إلى صدور نظام الحماية من الإيذاء عام 2013م، ونظام مكافحة جريمة التحرش عام 2018م للحد من أشكال الاستغلال أو الإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية، أو التهديد به، موضحه بأن الجهات المختصة داخل المملكة تتابع وترصد قضايا العنف لكل من يقيم على أراضيها ويتم توفير الحمايا للضحايا. وتحدثت الدكتورة هناء عمر عن أزمة اللجوء والنزوح في مناطق النزاعات والكوارث والمعاناة الكبيرة التي يعيشها اللاجئون والنازحون على وجه الخصوص المرأة والفتاة والطفل، واستمرار العنف الجنسي والعنف ضد النساء والفتيات والانتهاك الصريح لحقوق الإنسان. وبينت بأن حجم المساعدات السعودية المقدمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة ما يقارب 900 مشروع للاجئين في 91 دولة لأكثر من 115 مليون مستفيد بتكلفة تقارب 600 مليون دولار أمريكي منذ إنشاء المركز في 13 مايو 2105م، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي قدمت الدعم الإنساني والإغاثي لتخفيف آثار كارثة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا وتداعياته على اللاجئين والنازحين، وبالأخص المرأة والطفل، وتم تسيير جسر جوي وبري لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإطلاق حملة شعبية لجمع التبرعات بتكلفه تجاوزت 500 مليون ريال ، وتخصيص 7 مشاريع إنسانية بقيمة 183 مليون ريال. وأوضحت بأن الوطن العربي اليوم يشهد أزمة إنسانية في جمهورية السودان واستجابة لهذه الأزمة قدمت المملكة العربية السعودية 19 عملية إجلاء وسخرت كافة الإمكانات والجهود لحماية وسلامة المواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة التي تقدمت بطلب مساعدة رعاياها ونقلهم إلى مناطق آمنة ، حيث بلغ إجمالي عدد الذين تم اجلاؤهم من جمهورية السودان نحو 7.839 فردا ينتمون إلى 110 جنسيات، كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة ساهم لصالح الشعب السوداني. ودعت الدكتورة هناء عمر في ختام كلمتها إلى توسيع دائرة المانحين دولاً وهيئات وأفراد وإشراك القطاع الخاص لتوفير مصادر مستدامة لمستقبل أفضل لجميع المجتمعات وبالأخص اللاجئين والنازحين.كما تناول الاجتماع الربط بين الاستراتيجية وإطار الحماية الأوسع للنساء والفتيات، والمبادرات العالمية والإقليمية بهذا الشأن، ودور الوقاية في نهج شامل لمعالجة العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في أماكن اللجوء، وزواج الأطفال، والإطار القانوني للمساواة بين الجنسين والعنف ضد النساء، إضافة إلى عرض الجهود الوطنية المبذولة من قبل الدول الأعضاء للوقاية والاستجابة لكافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات في سياق اللجوء.
مشاركة :