يصل لاجئون سودانيون بعد رحلة مضنية إلى بلدة ميتيما الإثيوبية، هرباً من المعارك الدائرة في السودان. لكن الراحة التي تحققت بعد بلوغهم برّ الأمان، سرعان ما استحالت قلقاً حيال مستقبل غير واضح، حيث الخيارات شبه معدومة، وعليهم الانتظار لوقت يُرجَّح أن يكون طويلاً، في مخيم عشوائي أقيم في البلدة الحدودية بشمال غربي إثيوبيا، وفي ظل نقص يطال كل شيء تقريباً. وتقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إنها تسجّل يومياً ما معدّله ألف وافد جديد إلى ماتيما. وروى لاجئون الظروف المروعة التي مرّوا بها، إذ أمضوا أياماً يحاولون الاحتماء في منازلهم، في ظل دوي الانفجارات وإطلاق النار المتبادل، قبل بدء رحلة شاقة امتدت 550 كيلومتراً من الخرطوم إلى الحدود الإثيوبية، مصحوبة بالخوف والقلق من التعرض للسرقة. وعلى رغم الغبار وحرارة الشمس الحارقة، شكّلت ميتيما ملجأ لسودانيين وإثيوبيين، وغيرهم من سكان السودان الذين أنهكتهم أسابيع من القتال. ورغم الاطمئنان النسبي بعيداً من المعارك، تبقى ظروف الحياة في المخيم صعبة ومعقّدة، وفقما يقول لاجئون في المخيم، حيث إن غالبية اللاجئين «تنقصهم الأساسيات حتى، ولا يملكون المال لإطعام أطفالهم». لا يعدو المخيّم الذي أنشئ على عجل، كونه تجمعاً من قطع القماش التي استحالت سقوفاً معلّقة بالأشجار. بنهاية فترة بعض الظهر، يفرغ خزان مياه بسعة 10 آلاف ليتر، يفترض به أن يروي ظمأ آلاف الأشخاص، ولا إمكانية لملئه مجدداً قبل صباح اليوم التالي . ويعبر الحدود كل يوم مئات الأشخاص على الأقل، الذين ينقلون أمتعتهم على ظهور الحمير، أو باستخدام حمّالين أصبحوا «إلزاميين»، ويطلبون بدلاً مالياً لذلك. لكن البعض لا يحتاجون خدمات كهذه، لأنهم أتوا بلا حاجيات، ومنهم محمد علي الإثيوبي، الذي هاجر من بلاده قبل سبعة أعوام، بحثاً عن لقمة العيش في السودان. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :