الأطفال الأفغان يقذفون كرة القدم في مرمى أمل الحياة

  • 5/11/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يحلم الملايين من الأطفال حول العالم بأن يصبحوا أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي، لكن الصبي الأفغاني أمير حسين ليس واحدا منهم. إذ أنه لم يشاهد حتى مباراة منقولة على الهواء مباشرة للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم. ويعيش حسين، البالغ من العمر 14 عاما، في وادي باميان بوسط أفغانستان حيث ينتصب تمثالا بوذا باميان الشهيران. وبالرغم من أن أجهزة التلفزيون القديمة، التي تم استخدامها لعدة سنوات هناك، يمكنها استقبال بث القنوات الرياضية، إلا أن القليل من الأطفال في القرية لديهم فرصة للبقاء مستيقظين طوال الليل لمشاهدة مباراة لكرة القدم. وعلى الرغم من الوضع العام المتردي، ظل عزم حسين ثابتا. وعلى أرض مستوية صغيرة بالقرب من منزله، وضع أدوات زراعية كأعمدة زوايا واستخدم الطوب لتحديد قوائم المرمى ودعا بعض أصدقائه للعب معه. وقال حسين “كل يوم بعد تناول الغداء، آتي إلى هنا وألعب كرة القدم من الساعة 2 إلى 4 عصرا”، معربا عن امتعاضه في الوقت نفسه إزاء الفقر الذي يمثل عقبة ستلتهم أحلامه المستقبلية. 690 طفلًا يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها بالأدوية وفق تقديرات اليونيسيف وتتوقع وكالات الإغاثة أن يحتاج 28.3 مليون شخص، أي حوالي ثلثي سكان البلاد، وهو ما يعد رقما قياسيا، إلى مساعدات إنسانية في عام 2023، مع اقتراب 6 ملايين من هؤلاء بالفعل من شفير المجاعة حيث أصبح من الصعب على الوكالات الإنسانية العمل، الأمر الذي يعرض المزيد من الأطفال والرضع للخطر. ويموت 167 طفلًا كل يوم في أفغانستان بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، ووفق تقديرات منظمة اليونيسيف فهي أمراض يمكن وينبغي علاجها بالأدوية المناسبة. وتابع حسين “أنا من عائلة فقيرة لا نستطيع تحمل كلفة تأمين الدفء بمفردنا في الشتاء القارس ويتوجب عليّ أيضا النبش في حاويات القمامة لإيجاد أي شيء صالح للاستخدام”. ومثل حسين، يلعب تازاهر (14 عاما)، كرة القدم كل يوم تقريبا أمام موقع تمثالي بوذا الشهيرين، ويحلم باللعب في مباريات كرة القدم الوطنية والدولية لتحقيق الفوز لبلده الذي مزقته الحرب. وعلى الرغم من أن ثلاثية الحرب وتغيير النظام والفقر قد ساهمت في خفوت حلم تازاهر بلعب كرة القدم لاضطراره للعمل في الشارع لإعالة أسرته، لكنه لم يستسلم بعد. وقال تازاهر إن “لعب كرة القدم ليس مفيدا للصحة وبناء مجتمع صحي فحسب، بل يمكن أن يظهر أيضا أهمية العمل الجماعي”. ولعل الصورة التي التُقطت للطفل الأفغاني مرتضى أحمدي، والذي ارتدى فيها قميصًا مصنوعًا يدويًّا من كيس بلاستيكي باللونين الأبيض والسماوي المميزين لمنتخب الأرجنتين، وكتب على ظهره اسم لاعبه المفضل ليونيل ميسي خير دليل على شعبية كرة القدم بين الأطفال الفقراء في أفغانستان. Thumbnail وبدأت ممارسة كرة القدم بصورة رسمية عام 1933 حين أُنشئ الاتحاد الأفغاني لكرة القدم، الذي التحق بالاتحاد الدولي «فيفا» بعد 15 سنة، وفي نفس العام لعب منتخب أفغانستان مباراته الوحيدة في أولمبياد لندن 1948 أمام لوكسمبورغ، لكن الملعب الذي بُني عام 1923 في عهد أمان الله خان لممارسة كرة القدم، اصبح يُستَخدم لتنفيذ عقوبات الإعدام وبحضور إلزامي اثناء فترة حكم طالبان. وأصبح الخطر يحدق بفرق كرة القدم، فالكثير من الفرق التي تنتسب إلى قبائل في أنحاء أفغانستان تعرضت لتهديدات بالاختطاف والقتل، لكن اللاعبين قرروا مواصلة ممارسة هواياتهم. ومن الأطفال المحليين أمام موقع تمثالي بوذا، يعتقد أحمد بهزاد من مديرية التربية البدنية والرياضة الإقليمية في باميان أن روح الرياضة، بما في ذلك العمل الجماعي والتعاون والوحدة، لها أهمية كبيرة في أفغانستان. وقال بهزاد لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، إن “ممارسة الرياضة يمكن أن تخلق المزيد من المودة بين الناس، وتقضي على التمييز في المجتمع، وتجلب المزيد من الوحدة”. وأضاف بهزاد “بلادنا عانت كثيرا من الفقر والصراعات، وبالتالي فإن المودة والتعاون مهمان بشكل خاص بالنسبة إلينا”. ويختلف الأمر بالنسبة إلى الفتيات العاشقات للعبة الشعبية، فمع عودة طالبان للحكم فرت لاعبات كرة القدم من البلاد خوفا على أنفسهن من مجموعة لا تعترف بحقوق المرأة في ممارسة الرياضة. وفي سبتمبر 2021 عبر أكثر من 75 شخصًا (لاعبات ومدربون ومدربات وأفراد عائلاتهن) الحدود مع باكستان ثم لحقت بهم حوالي ثلاثين أخريات. وقالت خالدة بوبال، الكابتن السابق لفريق كرة القدم النسائي الأفغاني، في تصريحات صحفية آنذاك، إن من بين اللاعبات فتيات يلعبن في المنتخب الأفغاني وفتيات من فريق إقليمي فاز بلقب الدوري الأفغاني لكرة القدم للسيدات في عام 2019.

مشاركة :