تنظر مجموعة إعلامية سعودية مدعومة من الدولة السعودية في مسألة إطلاق قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية يمكن أن تنافس قناة الجزيرة الإنجليزية، حيث تهدف المملكة إلى توسيع نفوذها الإعلامي العالمي. وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المشروع إن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قد اتصلت باستشارات إعلامية لدراسة جدوى المشروع ونطاقه. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز، نقلا عن مصادر، أن الاستعدادات في مرحلة مبكرة، لكن هذه المصادر قالت “إن القناة ستكون ثانية كبرى المؤسسات التي تبث باللغة الإنجليزية في العالم العربي، بعد قناة الجزيرة الإنجليزية”. ويشار إلى أن الجزيرة الإنجليزية مملوكة لشبكة الجزيرة الإعلامية وتسيطر عليها قطر التي لطالما استخدمت قناتها الإخبارية باللغة الإنجليزية لمساعدة الدوحة على تلميع صورتها خارج المنطقة. وقال أحد الأشخاص إن تمويل المبادرة السعودية من المرجح أن يكون دون حدود، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة من شأنها أن تساعد على “نشر كلمة السعودية في جميع أنحاء العالم”، لكنّ شخصا آخر قريبا من الخطط قال إنها لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريًا. سعوديون يطالبون المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام بابتكار منصة إنترنت جامعة لأنه النموذج الناجح حاليا وأثار الحديث عن الخطط جدلا إعلاميا واسعا في السعودية حول جدوى إطلاق القناة، خاصة أن الجزيرة الإنجليزية لا تمتلك تأثيرا يضاهي تأثير قناة الجزيرة العربية. وطالب البعض باستبدال خطط إطلاق القناة بإطلاق منصة إعلامية متكاملة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وأعلنت قناة الجزيرة الإنجليزية الشهر الماضي نقل مكاتبها وإغلاق مركز البث الحي في ناطحة سحاب “شارد” وسط لندن. وجاء في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن القناة ستغلق خدمات البث الحي الإخبارية. ففي رسالة إلكترونية للموظفين قال المدير الإداري غايلز تريندل إن “الفريق العامل في برامج البث الحي هذه ستُعرض عليه فرصة الانتقال إلى الدوحة”. وكانت فكرة الجزيرة الإنجليزية، التي أنشئت قبل 17 عاما، هي أن يكون لديها بث حي يبدأ من كوالالمبور إلى الدوحة ولندن ثم واشنطن. وتم إغلاق مركزي كوالالمبور وواشنطن، وتعني الخطوة الأخيرة تركيز عمل القناة في قطر. وسبق أن أعلنت قطر عام 2016 إغلاق قناة الجزيرة أميركا. ويتسق الرحيل عن سوق الإعلام الأميركي المزدحم -بعد مشروع ربما وصلت كلفته إلى ملياري دولار- مع انسحاب من المواجهة بينها وبين جاراتها من دول الخليج بسبب دعم قطر للإسلاميين خلال انتفاضات ما يسمى بـ”الربيع العربي” عام 2011. تنوع المنصة يرفع سقف الحريات تنوع المنصة يرفع سقف الحريات ويقول مسؤولون قطريون ومعلقون عرب “بينما لا تزال الدولة المصدرة للغاز مصممة على أن تظل من القوى المؤثرة في الشرق الأوسط فإن استخدامها للجزيرة كبوق لدعم هذا الهدف يبدو أنه يتراجع في ظل منافسة إعلامية شرسة في الخارج”. وتم إطلاق قناة الجزيرة أميركا عام 2013 في محاولة طموحة من قطر لاختراق سوق الإعلام الأميركي، لكن القناة عانت من انخفاض نسبة المشاهدة التي تأرجحت بين 20.000 و40.000 مشاهد في وقت الذروة. وسرعان ما اتجهت قطر إلى تأسيس منصة “+AJ” على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المنصة الرقمية لقناة الجزيرة، التي تمثل نموذجًا من النماذج الإعلامية التي تمتلكها قطر وتحرص على الإنفاق عليها بسخاء، وإظهارها بوجه يبدو في ظاهره ليبراليًا وتقدميًا ومنفتحًا، لجذب فئات واسعة ومتنوعة من الجمهور، خاصة جيل الألفية، وتوجيه هذه الفئات بشكل غير مباشر نحو أفكار تتلاقى مع أجندة الدوحة الخاصة. وتعمل منصة “+AJ” على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة لإخفاء توجهاتها الأساسية، ويتم ذلك عن طريق المحتوى البصري بالتحديد، وفيديوهات المعلومات التي تقدم تغطية إخبارية لكل الصراعات والأزمات في المنطقة والعالم بشكل سلس، في مقاطع بصرية تتراوح بين 30 ثانية وثلاث دقائق على أقصى تقدير، وهو نمط مبتكر تم دعمه على منصات مواقع التواصل الاجتماعي. وتنوع المنصة، التي انطلقت بشكل رسمي في مايو 2016 بعد انتهاء البث التجريبي، محتواها الذي يقدم المعلومات الثقافية والتكنولوجية والصحية والترفيهية والقصص الإنسانية حول الأقليات، كما أنها ترفع سقف الحرية في تناول بعض القصص التي تدافع عن الأفكار الليبرالية، “الأمر الذي يمنع المتابع من رؤية السم الذي يُدس في العسل”، وفق مراقبين. فكرة الجزيرة الإنجليزية، التي أنشئت قبل 17 عاما، تقوم على أن يكون لديها بث حي يبدأ من كوالالمبور إلى الدوحة ولندن ثم واشنطن فكرة الجزيرة الإنجليزية، التي أنشئت قبل 17 عاما، تقوم على أن يكون لديها بث حي يبدأ من كوالالمبور إلى الدوحة ولندن ثم واشنطن ويطالب سعوديون المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام بابتكار نموذج شبيه بمنصة “+AJ” لأنه النموذج الناجح. يذكر أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام المرتبطة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وترأّسها أبناؤه حتى عام 2014 بدأت تتوسع في السنوات الأخيرة. وتدير الشركة المدرجة في البورصة 36 عنوانًا إعلاميا، بما في ذلك صحيفة “الشرق الأوسط” العربية وقناة الشرق الإخبارية، التي دخلت في شراكة مع بلومبرغ، كما أن لديها شراكات مع صحيفة الإندبندنت البريطانية على الإنترنت وتدير إصدارات الأخيرة في الشرق الأوسط. وتمتلك السعودية بالفعل قناة العربية، وهي شبكة عربية تنافس قناة الجزيرة باللغة العربية إلى جانب سكاي نيوز عربية الإماراتية، لكن جميع هذه القنوات تمارس الرقابة الذاتية وتتبنى آراء حكوماتها. تقول المحللة الإعلامية كلير إندرز إن “القنوات الإخبارية نادرا ما تحقق ربحا، لكن هذا لم يكن هدف مالكيها مثل السعودية”. وأضافت أن السعودية كانت تراقب الإستراتيجية الإعلامية لقطر -بما في ذلك حصولها على الحقوق الرياضية- وكانت في الواقع تستخدم قواعد اللعبة نفسها، لقد ساعدت الجزيرة على التعريف بقطر في الخارج وتمتلك السعودية موارد غير محدودة للاستثمار في إستراتيجية إعلامية مماثلة لإضفاء الشرعية على موقعها في العالم ومساعدتها على الوصول إلى الناس. إن القناة الإخبارية جزء من إستراتيجية إعلامية أوسع بمليارات الدولارات. وأثارت شراكة السعودية مع الإندبندنت مخاوف بشأن حرية التحرير، وكذلك بيع 30 في المئة من المؤسسة الإخبارية نفسها لرجل الأعمال السعودي سلطان محمد أبوالجدايل في عام 2017. والسعودية ليست الدولة الخليجية الوحيدة التي تفكر في الاستثمار في وسائل الإعلام، إذ تتسابق دول الخليج لتؤسس منظوماتها الإعلامية الخاصة والمؤثرة في العالم.
مشاركة :