ملأت دراسة جديدة على السجلات الأحفورية المكتشفة في يانليدونغ، موقع كهف في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين، الفراغات المعنية بالعلاقة بين الانتقال إلى منتصف العصر البليستوسيني، وهو فترة تميزت بالتكوين المكثف للصفائح الجليدية وانخفاض درجة حرارة سطح البحر، وبين التعاقب الحيواني بجنوبي الصين. وأشارت الدراسة، التي قام فريق من علماء الأنثروبولوجيا القديمة من متحف الأنثروبولوجيا في منطقة قوانغشي بنشرها في مجلة "علم الأحياء التاريخي" الدولية، إلى أن استبدال أنواع الثدييات في أوائل منتصف العصر البليستوسيني كان على الأرجح نتيجة الانتقال إلى منتصف العصر البليستوسيني. وكانت أنواع الثدييات الـ21 المكتشفة في موقع كهف يانليدونغ في مدينة تشونغتسوه خلال عام 2017 من الأصناف الموجودة في الغالب -- أنواع لا تزال موجودة، بينما كان هناك أيضا عدد قليل من الأنواع التي انقرضت الآن. وبالإضافة إلى ذلك، تمثل سمات الحفريات رمزا للفترة الانتقالية من أوائل العصر البليستوسيني إلى منتصفه، وذلك يعني أنه تم استبدال الأنواع القديمة تدريجيا بأنواع جديدة خلال الانتقال إلى منتصف العصر البليستوسيني. وتظهر النتيجة الأولية المستمدة من تأريخ سلسلة اليورانيوم، وهي تقنية شائعة تستخدم في المقام الأول في تأريخ الكربونات البحرية والبرية، أن حيوانات يانليدونغ التي عاشت منذ حوالي 600 ألف سنة، أكملت بشكل أساسي عملية "التعاقب" من الأنواع التي سبقتها، وذلك على الأرجح نتيجة للتغيرات المناخية في منتصف العصر البليستوسيني. ولم يتم إثبات العلاقة السببية بين الانتقال إلى منتصف العصر البليستوسيني وتعاقب الحيوانات بجنوبي الصين من قبل بسبب ندرة أحافير الثدييات، كما قالت ياو يان يان، الباحثة في المتحف والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية. وأضافت أن الموضوع لا يزال منطقة مجهولة إلى حد كبير في الأوساط الأكاديمية. وكانت السجلات الأحفورية لأنواع الثدييات بجنوبي الصين شحيحة دائما، لكن الاكتشافات المثيرة في يانليدونغ وفرت أساسا مهما لدراسة تعاقب الأنواع في المنطقة.
مشاركة :