الشاهين الاخباري استيقظ سكان مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، فجر اليوم الخميس، على أصوات آليات الاحتلال وهي تقتحم حارات المخيم وأزقّته، وتطلق الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع بكثافة باتجاه المنازل والمحال التجارية، التي أصيب الكثير منها بأضرار. وحسب شهود عيان، فإن أكثر من 200 جندي مدججين بالسلاح والعتاد، اقتحموا المخيم بعد محاصرته من جميع الجهات، ونشروا الكمائن في الحرش المقابل له. أربع ساعات من الاقتحام، عاثت فيها قوات الاحتلال تدميرا وتخريبا في ممتلكات المواطنين داخل المخيم، هذه المرة من خلال جرافة كبيرة رافقت جيش الاحتلال ووحداته المستعربة، قامت بتدمير كل ما وقع في طريقها من بركسات تجارية ومركبات خاصة وعمومية كانت متوقفة على جوانب الشارع، عبر هرسها وقلبها، تجاوزت الـ10 سيارات أكثر من نصفها ذهب إلى الإتلاف، ما اعتبرها المواطنون سابقة خطيرة لعمليات الاقتحام للمخيم. وأظهرت صور التقطها صحفيون ونشطاء، حجم الدمار الشامل الذي لحق بالمركبات بسبب اعتداء الاحتلال عليها، وقد تكبد أصحابها خسائر مادية، وقاموا بلملمة ما يمكن من مركبات صالحة لنقلها إلى التصليح، وأخرى ركنها تمهيدا لإتلافها. كما لم تسلم العشرات من منازل المواطنين من التخريب، بعد اقتحام قوات الاحتلال وكلابها البوليسية لها واحدا تلو الآخر بطريقة همجية وحشية، وتفتيشها تفتيشا دقيقا، وتحطيم محتوياتها، وتهديد أصحابها بعد إخضاعهم للتحقيق والاستجواب والتعامل معهم بقسوة. المواطن سامر جابر أوضح في حديث لمراسلة وفا، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ومعها وحدات خاصة ملثمة الأوجه، اقتحمت منزله ونشرت كلابها داخله وهاجمته وأصابته بعضة في رجله، دون مراعاة لوجود الأطفال والنساء والذين أصيبوا بالرعب والخوف منها، كما هددت قوات الاحتلال جابر وطالبته بتسليم نجله إلى مخابراتها، و”إلا فإن الموت مصيره”. ودمر جنود الاحتلال محتويات منزل المواطن يوسف الزنديق الكائن على الشارع الرئيس للمخيم، وأوضح أن قوات الاحتلال دخلت بطريقة وحشية إلى المنزل، وشرعت بتفتيشه وتخريب شامل لكل محتوياته، ومزقت صورا للشهداء كانت على الحائط، كما لم تسلم أكياس الطعام من التفتيش ونثرها على الأرض، والدوس على آية قرآنية كانت معلقة على الباب. وأضاف أن جنود الاحتلال احتجزوه وابنته شيماء (21 عاما) في غرفة واحدة، وسط إطلاق التهديد والوعيد له ولأسرته، وقاموا بالاعتداء عليها بالضرب وجرها على درج المنزل، وهم يهددون باعتقالها، واعتقال شقيقها والتهديد باغتياله. كما اقتحموا منزل الأسير المحرر إياد المعين الذي أُفرج عنه يوم الثلاثاء الماضي بعد اعتقال استمر 12 شهرا، وهددوا باعتقاله مرة أخرى واعتقال أبنائه. كما أصيب خلال العدوان على المخيم عامل كان ذاهبا إلى عمله، حيث اخترق عيار ناري ظهره وخرج من بطنه، وتم نقله إلى مستشفى رفيديا في نابلس بعد تقديم الإسعافات الأولية له في مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، بسبب خطورة وضعه، كما أصيب طفل بشظية في الرأس، وُصفت حالته بالطفيفة، وطفل بعضة كلب. وقال مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر وهو أحد سكان المخيم، إن اقتحام الاحتلال للمخيم أسفر عن اعتقال أربعة شبان، وهم: محمد عثمان خضر عليان (18 عاما)، ومحمود عثمان خضر عليان (21 عاما)، ومصعب عبد اللطيف صباغ (24 عاما)، وخالد معاذ سليمان الغول (23 عاما). وأضاف، أن الاحتلال اعتقل منذ بداية العام الحالي 20 شابا من المخيم، ليرتفع عدد المعتقلين إلى 24 معتقلا. وقال رئيس مجلس خدمات مخيم نور شمس طه إيراني لـ”وفا”، إنها ليست المرة الأولى لهذه الاقتحامات التي أصبحت شبه يومية، إما للاعتقال أو الاغتيال وتهديد أمن المواطن، مشيرا إلى أن الاحتلال كثف في الآونة الأخيرة حملاته بحق هذا المخيم، التي تتزامن مع قرب حلول الذكرى الـ75 للنكبة. وأكد ضرورة توفير الحماية لسكان المخيم الذين عانَوا وما زالوا من انتهاكات الاحتلال وممارساته عبر سنوات طويلة، وقدموا عشرات الشهداء من أجل الحياة والبقاء باتجاه العودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا وحُرموا منها. وفا الوسوم الشاهين الاخباري فلسطين