تتجِه أنظار الجماهير الرياضية في المملكة والخليج والعالم العربي مساء اليوم الجُمعة نحو دُرَّة الملاعب استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدَّة حيث العُرس الكروي الكبير على الكأس الغالية كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -. سيسلم الكأس نيابةً عن خادم الحرمين صاحب السُمُو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوُزراء ، بين فريقي الهلال والوحدة في لقاءٍ البطولة الكُبرى. ويبحث الهلال عن إنقاذ موسمه بعدما فقد كل الألقاب التي شارك فيها هذا الموسم، ويبدو بعيدًا قبل 4 جولات من نهاية دوري روشن السعودي للمحترفين عن المنافسة على الصدارة، بينمع يتطلع الوحدة لاستعادة أمجاد عمرها 66 سنة، عندما توج بأول ألقاب هذه البطولة عام 1957. لقاء تتعطَّل فيه لُغة الكلام.. فالتاريخ طويل وكبير ومُثير بين المنافسين الهلال والوحدة، وتظَّلُ مُباريات الكُؤوس خارج التوقُعات مهما كان مُستوى وأداء الفريقين، ورغم الفوارق الفنية والخبراتية والعناصرية والتي تميل إلى جانب الهلال صاحب البُطولات والصاعد للمنصَّات كثيرا محلياً وخارجياً، وعطفاً على المُستويات والنتائج الكبيرة والمُميزة التي يُحققها الفريق في الدوري - بخلاف الوحدة والذي يُقدِم مُستويات ونتائج مُتواضعة في الدوري مما جعلته يُصارع من أجل البقاء والثبات في الدوري. الهلال له الأفضلية على الورق، ولكن الواقع في الميدان يختلف كثيراً فكُل شيء يغيب داخل الملعب في مثل هذه المُباريات، وتحكمها ظروف وأجواء المُباراة وعطاء اللاعبين وإثبات وجودهم وحضورهم واستغلال الفرص أمام المرمى، فمن يمتلك منطقة المناورة فستكون له الكلمة، وهُنا يظهر ذكاء ودهاء وقراءة المُدربَين للمُباراة الأرجنتيني رامون دياز الهلال ومُدرب فريق الوحدة التشيلي حوسيه لويس سييرا للمُباراة وكيفية التعامل مع ظروفها وأجوائها واختيار الطريقة والأسلوب والتشكيل المُناسب، وهي مُواجهة بين مُدربَين كبيرين، والتوقُعات والتخمينات تغيب هُنا - وكُل شيء وارد ومُمكِن ! والفريقان يدخلان هذا اللِقاء وسط تكامُل وحُضور جيِد لعناصر الفريقين. الطريق للنهائي وصل الفريق الهلالي النهائي من هذه المُسابقة بعد تجاوزه فريق الاتفاق 4 - 0 في دور الستة عشر، وفي رُبع النهائي فاز على الفتح 3 - 1، وفي نصف النهائي فاز على الاتحاد 1 - 0. بينما بلغ الوحدة النهائي عقب تجاوزه فريق ضمك في دور الستة عشر1 - 0، وعلى الباطن في ربع النهائي 2 - 1، وفي نصف النهائي فاز على النصر 1 - 0. طريقة لعب الفريقين رامون دياز مدرب الهلال يعتمد على اللَّعب بطريقة 4 - 3 - 2 -1 وبالاعتماد على مُهاجم صريح ومن تحته ثُنائي قوي يُشكِل هُجوم يُشكِل خُطورة بالغة على مرمى الفريق المُقابل. وتتغيَّر طريقة اللَّعب في بعض الأحيان إلى 4 - 3 - 2 مما يجعل دور صانع اللعب وعملية تنويع وأداء الفريق حسب ظُروف ومُعطيات المُباراة، ولذا سيكون لدى دياز تحفُظ كبير بالأسماء التي سيدخُل بها اللِقاء ومن المُتوقع أن يدخُل دياز بتشكيلٍ مكوَّن من: عبدالله المعيوف في الحراسة، سعود عبدالحميد، جانج هيون سو، علي البليهي، ياسر الشهراني، عبدالله عطيف، محمد كنو ، كاريو، ماريجا، ديلجادو، إيجالو. في حين يُفضِل مُدرب فريق الوحدة التشيلي خوسيه لويس سييرا اللِعب بطريقة 4 - 2 - 3 -1 مُعتمداً على مُهاجم وحيد يتحرك أمام خط ثُلاثي يضُمُ جناحين وصانع ألعاب وأحياناً تتحوَّل طريقة اللَّعب إلى 4 -3- 3 أو 4 -1 - 4 -1 حسب احداث ومُجريات وظروف المُباراة، ويعتمد سييرا طريقة الضغط القوي على المُنافس والتمريرات في منطقة المُناورات حتَّى اختراق منطقة الخصم ويلعب ظهيرا الجنب معه دوراً هُجومياً جيِداً - ومن المُتوقّع أن يدخُل بتشكيلٍ مُكوَّن من : مُنير محمدي في الحراسة، علي مُلَّا، أوسكاردوراني، إسلام هوساوي، حمد الجيزاني، فيصل فجر، وليد باخشوين، علاء حجي، عبدالعزيز نور، أنسيلمو، وعبدالكريم يودا، وهُناك البديل الجيِد في ظل وُجود سلطان السوادي، هزاع الغامدي، يحي النجعي، جون ديفيد بوغيل، سلطان العكوز، أمير كُردي وعبدالإله بُخاري. الهلال سبق له أن حقَّق هذه الكأس الغالية تسع ( 9 ) مرَّات وجاء وصيفاً فيها ثماني ( 8 ) مرَّات. بينما فُرسان مكَّة فريق الوحدة فقد حقَّقها مرَّتين فهو أول فريق يُحقِق هذه البُطولة في عام 1957 بعد فوزه على الاتحاد بنتيجة كبيرة قوامها 4 - 0 وفي عام 1967 بعد فوزه على الاتفاق بـ 2 - 0 - وجاء وصيفاً لهذه البُطولة خمس ( 5 ) مرَّات. الفريقان الهلال والوحدة التقيا على نهائي هذه الكأس ثلاث مرَّات وهي 1962 وفاز الهلال 3 - 2، وفي عام 1965 وفاز الهلال بعد انسحاب الوحدة، وفي المرَّة الثالثة والأخيرة وبعد غياب 38 سنة للفريق الوحداوي - التقى الفريقان عام 2011 وحينها فاز الهلال 5 - 0 في ملعب الشرائع بمكَّة المُكرَّمة.
مشاركة :