صنّاع الدراما: «المنصات الرقمية» تثري الساحة

  • 5/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حققت الأعمال العربية الدرامية ذات الـ15 حلقة حضوراً طاغياً وتميزاً لافتاً في «الماراثون الرمضاني» الماضي، حيث شهدت العديد من المسلسلات متابعة عالية وحصدت إشادات عبر مواقع التواصل، وكانت أحداث بعض الأعمال حديث الناس، خصوصاً مع جرأة طرح قضايا مجتمعية شائكة تناولتها مسلسلات مثل «تحت الوصاية» لمنى زكي، و«كامل العدد» لدينا الشربيني، و«رشيد» لمحمد ممدوح وريهام عبد الغفور، و«حرب» لأحمد السقا، و«تغيير جو» لمنة شلبي وإياد نصار، و«أخيراً» لنادين نسيب نجيم وقصي خولي. هذه النوعية من الأعمال الدرامية القصيرة حققت رواجاً واسعاً في مواسم مختلفة سابقة، لذا اتجه بعض صناع الدراما في الآونة الأخيرة إلى إنتاج مسلسلات من 15 حلقة خصيصاً للمنصات الرقمية، ونالت إعجاب المشاهدين، مثل «بتوقيت مكة» الذي أعاد التعاون مجدداً بين حياة الفهد وسعد الفرج، و«سيدة العتمة» لسعاد عبد الله، و«البحث عن علا» لهند صبري، و«بارانويا» لقصي خولي، و«الجسر» لنيللي كريم وعمرو سعد، و«خارج السيطرة» لفتحي عبد الوهاب، و«موضوع عائلي» لماجد الكدواني، وفي هذا العام دخلت المسلسلات القصيرة بقوة في السباق الرمضاني، وأصبحت منافساً قوياً للأعمال الدرامية التلفزيونية ذات الـ30 حلقة. أبجدية مختلفة وحول التميز الذي حققته مسلسلات الـ15 حلقة، ومنافستها للأعمال الدرامية الطويلة، وإمكانية توجه صناع الدراما المحلية نحو إنتاج مسلسلات للمنصات الرقمية، أكد المنتج سلطان النيادي أن التكنولوجيا الحديثة والحضور الطاغي للمنصات الرقمية فرضت أبجدية مختلفة في عالم المشاهدة، وغيرت عادات الجمهور وجعلت المشاهد يبحث عن نمط جديد ومختلف من الأعمال الدرامية ذات الطابع السريع والمختزل في مضمونه وحلقاته القصيرة عبر المنصات، وقال: المسلسلات ذات الـ30 والـ15 حلقة، حققت معظمها صدىً كبيراً في رمضان، وهذا يدل على أن لكل نوعية منهما جمهورها والموسم الدرامي الذي يعرض فيه، فقد اعتاد بعض الناس في «الماراثون الرمضاني» على مشاهدة بعض المسلسلات عبر التلفزيون، ومتابعة الأعمال الكوميدية بعد الإفطار، فيما هناك البعض الأخر الذين لا يفضلون الارتباط بوقت معين، ويشاهدون الأعمال عبر المنصات في الوقت والزمان الذي يحلو لهم. وأوضح أنه من المفترض أن تتوجه الدراما المحلية إلى هذه المنصات في الفترة المقبلة، لكي تواكب ما يحدث على الساحة، وعلى الرغم من أن المسلسلات الإماراتية تُعرض على المنصات الرقمية التابعة للتلفزيونات المحلية، إلا أنه يجب أن ينتج لها خصيصاً أعمالاً قصيرة لاسيما بعد الرواج الذي حققته في السنوات الأخيرة. سهرة تلفزيونية لفت المنتج سلطان النيادي إلى أن إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال الدرامية ليس بجديد على الساحة، حيث كانت تُعرض منذ سنوات طويلة مسلسلات قصيرة تسمى «سهرة تلفزيونية» تتكون من 4 حلقات أو أكثر، حتى أتت المنصات الرقمية لإنتاج وعرض المسلسلات القصيرة التي تتميز بالإيقاع السريع، وهو النمط الذي يناسب العصر والأجيال الجديدة التي باتت تتابع الأعمال من خلال الأجهزة التكنولوجية الجديدة. سوق جديد من ناحيته، أوضح الممثل والمنتج أحمد الجسمي أنه مع ظهور المنصات أصبح هناك سوق جديد يثري الإنتاجات الدرامية طوال العام، لكن يبقى للتلفزيون جمهوره ومتابعوه خصوصاً في الموسم الرمضاني، مؤكداً أن المسلسلات القصيرة دخلت بقوة نحو المنافسة الدرامية بعد ظهور المنصات، الأمر الذي دفع الصناع والممثلين إلى دخول هذا العالم لما يوفره من عناصر وميزات مهمة، إلى جانب القصة المختلفة والمضمون الجيد والرسالة الهادفة، والدخول بالدراما المحلية إلى المنصات أمر ضروري ومهم، مثلما عُرض في السابق مسلسل «المنصة» عبر «نيتفليكس» ونال نجاحاً كبيراً وانتشاراً لافتاً. أخبار ذات صلة محمد الحوسني: نجاحي في الدراما فرصة ذهبية يسرا اللوزي: «جميلة».. دفعني للتمرد حرية وإبداع أوضح الممثل منصور الفيلي، أن هذا النوع من الأعمال الدرامية القصيرة تعطي الكاتب مساحة من الحرية والإبداع، فهو لا يضطر لحشو العمل بأحداث مملة وفرعية تقلل من قيمة المسلسل، إلى جانب تقديمها لمضمون جديد ومختلف مع جودة عالية من المستوى التقني والفني، بالإضافة إلى عنصر الانتشار ليس فقط محلياً وخليجياً، بل وعربياً، مؤكداً أن إنتاج عدد من المسلسلات القصيرة يتيح الفرصة لاكتشاف المزيد من المخرجين والمؤلفين والممثلين، للنهوض بشكل أكبر بالدراما التلفزيونية المحلية. مواكبة الطفرة شدّد الممثل مروان عبدالله صالح على أهمية التوجه نحو الإنتاج الخاص بالمنصات الرقمية الخاصة بالقنوات التلفزيونية، وتفعليها بشكل أكبر لإنتاج أعمال درامية تلفزيونية ومسرحيات عائلية واجتماعية، لمواكبة الطفرة التي أحدثتها الأعمال الفنية عبر المنصات الرقمية، نتيجة ابتعادها عن التكرار، وطرح قضايا مجتمعية محورية، وأفكار مختلفة سواء من ناحية الكتابة أو الشخصيات الدرامية. محتوى هادف أكدت الممثلة فاطمة الحوسني، أن الاتجاه نحو تنفيذ المسلسلات القصيرة عبر المنصات الرقمية، عملية مكملة للدراما التلفزيونية الأصلية عبر شاشات التلفزيون، التي لا تزال تدخل كل بيت، وتلتزم بالعادات والتقاليد المجتمعية، على عكس الأعمال الخاصة بالمنصات المدفوعة والتي تعتمد أغلبها على الجرأة وحرية الطرح لجذب المشاهد وتحقيق الأرباح، لافتة إلى أن أهم ما يميز هذه الأعمال التي توفرها المنصات، المحتوى الهادف، والمضمون المكثف البعيد عن المط والتطويل، إضافة إلى تحقيق الانتشار الأسرع ومشاهدة العمل في أي مكان أو زمان.

مشاركة :