جددت دولة الإمارات، أمس، الدعوة إلى وقف التصعيد والعودة إلى التهدئة فوراً في الأراضي الفلسطينية، حسبما أفاد السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة. وأدان السفير أبو شهاب، في لقاء مع الصحافة بشأن التطورات المقلقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعمال العنف الأخيرة في غزة، بما يشمل مقتل مدنيين فلسطينيين أبرياء. ودعت الإمارات الأربعاء، مع فرنسا والصين، إلى عقد جلسة طارئة مغلقة لمجلس الأمن لمناقشة التطورات المقلقة في قطاع غزة. وجدد أبو شهاب، بحسب تغريدات نشرها وفد الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة على «تويتر»، دعوة الإمارات إلى وقف التصعيد فوراً والعودة للتهدئة. يأتي ذلك، وسط دعوات دولية وجهود مكثفة لوقف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، ووضع حد لأعمال العنف بين إسرائيل والفصائل المسلحة. ودعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن، أمس، إلى وضع حد لأعمال العنف، بعد ثلاثة أيام من تبادل إطلاق النار، فيما طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالتوصل إلى هدنة فورية. وقال بوريل، في بيان: «نحث على وقف إطلاق نار فوري وشامل ينهي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإطلاق الصواريخ الحالي على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول»، داعياً إلى «احترام القانون الدولي الإنساني». وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عقب محادثات مع نظرائها في برلين: إن «إراقة الدماء يجب أن تتوقف الآن». بدوره، قال نظيرها الأردني أيمن الصفدي إن «التطورات السلبية يجب أن تتوقف، يتعين إعادة إحياء السلام»، مؤكداً أنه من الضروري «تهدئة الوضع»، والقيام بإجراءات لبناء الثقة قد تقود إلى أفق سياسي من أجل تحقيق السلام. ولاحقاً، أعرب وزراء الخارجية، في بيان مشترك، عن «قلقهم البالغ» إزاء التصعيد. وتابعوا: «نحضّ على وقف فوري وشامل لإطلاق النار يضع حداً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ عشوائياً على إسرائيل»، مشيدين بالجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف القصف. ودان الوزراء «تدهور الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، والتطورات الجارية في غزة، والتي أسفرت بشكل غير مقبول عن سقوط ضحايا مدنيين، بينهم نساء وأطفال». وأعلنت الدول الأربع أنها ستعمل مع كل الأطراف من أجل تمهيد الطريق أمام «استئناف عملية سياسية ذات مصداقية». وشدّد وزراء الدول الأربع على «وجوب وضع حد لكل ما يسبب التوتر ويثير أعمال عنف، بما في ذلك الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوّض جدوى حل إقامة دولتين، وآفاق سلام عادل ومستدام». ودعا الوزراء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى أن «ينفّذوا بدقة» تعهّدات قطعوها في الأردن في فبراير وجدّدوها في مصر في مارس، من أجل تجنّب مزيد من العنف. نفّذت إسرائيل الخميس غارات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه دفعة جديدة من الصواريخ في تبادل للقصف أسفر مقتل ستة فلسطينيين. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى في التصعيد الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي، إلى 28 قتيلاً في الجانب الفلسطيني، بينهم أطفال. وقال أحد مسؤولي الطوارئ في إسرائيل، إن صاروخاً أُطلق من قطاع غزة قتل شخصاً بمدينة قريبة من تل أبيب أمس، فيما أصيب خمسة أشخاص آخرين على الأقل في الغارة. وفي غزة، ظلت المتاجر والمدارس مغلقة وواصلت إسرائيل إغلاق معبرين لحركة البضائع والأشخاص مع غزة. ومن شأن هذا الإغلاق تعطيل دخول البضائع والوقود والمساعدات الإنسانية، وكذلك نقل المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات في الضفة الغربية وإسرائيل.
مشاركة :