إمام المسجد النبوي: النميمة صفة دنيئة تثير الفتنة وتفرق الجماعة وتشتّت الكلمة

  • 5/12/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن النميمة , بوصفها صفة دنيئة تثير الفتنة وتفرق الجماعة وتشتّت الكلمة, وإظهار التشويش وشق عصا المسلمين, مبيناً أنها من صفات المنافقين وخصالهم. وأوضح أن النفوس الطاهرة ترنو إلى المكارم والفضائل والعقول القاصرة تهوي إلى الخبائث والرذائل, ومن لم يقدر على جمع الفضائل فلتكن همّته ترك الرذائل, مبيناً أن النميمة صنعة ذوي النفوس السقيمة, والطبائع اللئيمة, والأرواح الدنيئة المشغوفة بهتك الأستار وإفشاء الأسرار. وأضاف أن النميمة هي الحديث المنقول من مجلس إلى مجلس ومن قوم إلى قوم على وجه التضريب والتخريب والتأليب والتحريش والإفساد, مبيناً أنها قضية موبقة, ونار محرقة, وكبيرة من كبائر الذنوب لا ينقلها إلى من ذهبت أمانته وظهرت خيانته, وفاعلها من شرار الخلق لما فيها من إفساد القلوب وإيحاش النفوس وإيغار الصدور وتشويش العقول وإثارة الشحناء والبغضاء والخصومات. ووصف الشيخ البدير النميمة بأنها بذر العداوة, وجسر الشر, وزند الفتنة, ولسان الافتراء, ومأوى الخبثاء, وأمارة الغدر والمكر والشر, وحقيقتها إفشاء السر وهتك الستر وخيانة الجليس وإرادة السوء له والفرح بأذى المسلمين, مضيفاً أن بثّ النمائم والأراجيف والأكاذيب بين المسلمين من صفات المنافقين, إذ قال جل وعلا ” لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ”. وحذّر فضيلته من النميمة إذ هي سببٌ لسفك الدماء, واستحلال المحارم, وإيقاع الخصومة بين الناس, وتثير الأحقاد, فأولها سمائم وآخرها مآثم, فهي سبب لتباعد الأصدقاء, وقطع الوصال, وافتراق الأحبة, وهجر الألفة, وطلاق الأزواج بسبب النميمة التي لا يمتهنها إلا كل حقير, مبيناً أنها صفة لا تجتمع مع صفات الرجولة والمروءة وشيم الكرام, مورداً حديث حذيفة رضي الله عنه في قوله, سمعت ر سول الله- صلى الله عليه وسلم – يقول “لا يدخل الجنة قتّات” متفق عليه وفي لفظ في صحيح مسلم “لا يدخل الجنة نمام”. ودعا الشيخ البدير كل من حملت إليه نميمة وقيل له قال فيك فلان كذا, أن لا يصدّقه لأن النمام فاسق مردود الخبر, وأن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح فعله, وأن يبغضه في الله تعالى, وأن لا يظن في المنقول عنه السوء, لقوله تعالى ” يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ” وأن لا يحمله ما حكي له عن التجسس والبحث عن تحقيق ذلك, وأن لا يرضى لنفسه ما نهى النمّام عنه فلا يحكي نميمته, داعياً إلى التفكّر في الموت والتوبة إلى الله عم وجل والكف عن النميمة والاعتذار عن من تأذى من نميمته وأن يستغفر له ويدعو له والإحسان إليه. وختم فضيلته الخطبة بالحثّ على المشاركة في الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب السوداني الشقيق التي ينظمها مركز الملك سمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نظراً لما تشهده السودان من أحداث نتج عنه نقص في الأدوية, وتدهور في الأوضاع الإنسانية, داعياً إلى المساهمة في الحملة, ومدّ يد العون والمساعدة لأهلنا في السودان, تخفيفاً لآلامهم ومعاناتهم, وسداً لحاجتهم.

مشاركة :