كشف عدد من الخبراء العقاريين بالمنطقة الشرقية عن تؤثر ملحوظ في حركة بناء الوحدات السكنية مؤخراً؛ بسبب أوضاع التصحيح التي تمرّ بها أوضاع العمالة المخالفة في المملكة، وهو الأمر الذي أوجد شحّاً في توفّر الأيدي العاملة وبالتالي تباطؤ حركة البناء والتشييد، موضحين أن ذلك جاء بالتزامن وحركة الركود الموسمية التي يمرّ بها القطاع العقاري خلال الصيف وامتداداً لشهر رمضان المبارك. وذكروا خلال حديثهم ل"الرياض" أن فترة الركود الموسمية للقطاع تتخللّها العديد من الملتقيات والتجمعات العقارية التي تزيد من فرص التعارف بين أوساط القطاع بشكل أكبر وأكثر فعالية، والتمهيد لعقد صفقات مستقبلية انطلاقاً من الاتفاقات المبدئية التي تحدث خلال هذه المتلقيات، كما أنها لها دور كبير في معرفة المستجدات التي قد تحدث خلال فترة ركود القطاع الموسمية. وأبانوا أن الفترة الحالية هي الأنسب لخلق التكتلات العقارية الجديدة، وقيام الشركات والمؤسسات العقارية على اختلاف أنشطتها بعمل دراسات للسوق العقاري وتحديث بياناتها على ضوء مخرجات فرق المسح في هذه الشركات والمؤسسات. وتوقعوا حدوث تراجع على كامل القطاع العقاري في المنطقة الشرقية بما نسبته 10% عقب عودة التداول ونشاط القطاع بعد فترة الصيف. من جهته بيّن الدكتور عبدالله المغلوث أن أنظمة التصحيح التي شملت العمالة المخالفة في المملكة قد أثرت على حركة بناء الوحدات السكنية في المنطقة الشرقية، وجعلتها تتباطأ بشكل كبير؛ نتيجة الشح في إيجاد الأيدي العاملة. وتابع ليس من المستغرب أن يمرّ القطاع -كعادته- سنوياً في مثل هذا الوقت بحالة من الركود، والتي يصفها المتابعون والمهتمون بالركود الموسمي، كون الأغلبية من أصحاب القرار في القطاع العقاري غير موجودين بالقرب من السوق، إذ إنها فرصة السفر والخروج لقضاء وقت العائلة بعيداً عن العمل، وهو بطبيعة الحال الأمر الذي يمكنّهم من اتخاذ القرارات المناسبة عقب عودتهم، كما أن الفرصة مواتية للشركات العقارية بإجراء دراساتها المختلفة لأوضاع السوق وأسعاره، ووضع الخطط المستقبلية المناسبة عقب عودة النشاط. من جانبه وصف الرئيس التنفيذي لشركة ثروة السعودية إبراهيم العبدالكريم حالة الركود التي يمر بها القطاع العقاري في الوقت الراهن ب"الطبيعية"، وأنها عادة موسمية يمرّ بها في كلّ عام، وأن الملتقيات العقارية التي تحدث خلال موسم الركود هي الإضافة التي تتحقق للعاملين فيه، حيث يتم خلالها بحث المستجدات وتوسيع دائرة التعارف بين رجال الأعمال والمهتمين والمتابعين، مما يساعد على وجود اتفاقات مبدئية تمهّد لعقد صفقات عقارية بعد عودة النشاط، وأضاف العبدالكريم إن ضعف حركة التداول من أهم سمات هذا الموسم، والتي لن تنشط إلا عقب شهر رمضان المبارك. واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة آفاق للاستثمار العقاري حسن النمر موسم الركود العقاري أنسب الفترات لبحث الفرص الاستثمارية الجديدة وتفحصّها بدقة، وخلق التكتلات العقارية الجديدة بين أوساط العاملين فيه، بالإضافة إلى إعداد الدراسات الخاصّة بأوضاع السوق وأسعاره، وما أبرز المتغيرات التي حدثت خلال الموسم المنصرم. وأًشار النمر إلى أن شهر رمضان المبارك يعدّ امتداداً طبيعياً لفترة الصيف وركود القطاع بشكل عام في المنطقة الشرقية، وهو الأمر ذاته في بقية المناطق. على صعيدٍ متصل جددّ الرئيس التنفيذي لشركة البركة للاستثمار والتنمية خالد سيف الدوسري توقعاته بحدوث تراجع تدريجي بما نسبته 10% على كامل القطاع العقاري خلال عودة فترة النشاط إليه عقب انتهاء فترة الصيف. واقترح الدوسري إقامة ضواحي سكنية حديثة مخدومة في أماكن متفرقة بالمنطقة، حيث إنها ستكون عامل جذب قوي لشريحة كبيرة من الأفراد الراغبين في الحصول على السكن المناسب. وأضاف تمتلك وزارة الإسكان استراتيجية جيدة للسكن خلال السنوات القادمة، شريطة تطبيقها بحذافيرها وعدم الإخلال بها.
مشاركة :