انطلقت أمس، فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لرابطة الدول المستقلة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار علاقات راسخة، آفاق مستقبلية بفندق اتلانتس بدبي، وهو المنتدى الذي تنظمه غرفة صناعة وتجارة دبي ويستمر حتى اليوم الخميس. شارك في أعمال المنتدى سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة بالإضافة إلى مجموعة من صناع القرار ووزراء وكبار المسؤولين والقادة والرواد على خريطة الأعمال الدولية، ورؤساء المصارف وصناديق الاستثمار السيادية. يتضمن المنتدى 13 جلسة نقاشية تسلط الضوء على فرص الاستثمار المشتركة، وإحياء طريق الحرير الاستراتيجي، كما يناقش مقومات الواقع المتغير للتعاون الاقتصادي في رابطة الدول المستقلة، وطرق التجارة القديمة والفرص المستقبلية والتحالفات الجديدة بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتمويل الإسلامي، وطاقة المستقبل المستدامة، وتطوير ممر للنقل والخدمات اللوجستية بين الشمال والجنوب، وربحية استراتيجية التنوع الاقتصادي. كما سيتيح المنتدى للمستثمرين عقد لقاءات أعمال ثنائية وتوقيع شراكات واتفاقات استثمارية بين الشركات في قطاعات مختلفة. تجربة متكاملة أكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تنظيم المنتدى العالمي للأعمال لرابطة الدول المستقلة في دبي يوفر فرصة مثالية للتواصل وتبادل المعارف والخبرات بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والشركات والمؤسسات في منطقة رابطة الدول المستقلة منظومة حكومية ومؤسسية فعالة. وقال المرزوعي إن دولة الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في تطوير منظومة حكومية ومؤسسية فعالة أصبحت مثالاً يحتذى به في كافة أنحاء العالم، وذلك بجهود حثيثة من قيادة الإمارات الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات حفظهم الله. دولة السعادة وجاء كلام المزروعي خلال الكلمة الرئيسة التي ألقاها أمس خلال افتتاح فعاليات اليوم الأول من المنتدى، ورحب الوزير المزروعي بالحضور في مدينة دبي التي وصفها بمدينة السعادة في دولة الإمارات دولة السعادة، مؤكداً أن دولة الإمارات نجحت في تقديم تجربة اقتصادية متكاملة ومرموقة ومنظومة حكومية ناجحة، وذلك بفضل رؤية قيادتها الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وحرصهما الشديد والمستمر على استشراف المستقبل من خلال التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد لتنويع اقتصاد الدولة وعدم الاعتماد على قطاع النفط كمورد أساسي ورئيسي للدخل في ظل عدم الاستقرار الذي يمر به هذا القطاع والعمل على تهيئة الظروف لقطاعات جديدة وبديلة. علاقات وثيقة وأكد المزروعي أنه أدرك ومن خلال زياراته المتعددة لرابطة الدول المستقلة مدى التقارب والعلاقات الوثيقة بين هذه المنطقة وبين دولة الإمارات، ودعا هذه الدول للاستفادة من تجربة دولة الإمارات في التعامل مع الواقع الاقتصادي العالمي المتغير نظراً لكون هذه الدول مصدرة للنفط والغاز أيضاً. كما نوه إلى أهمية تعديل الأنظمة والتشريعات لتتناسب مع المتغيرات العالمية بالإضافة إلى توفير بيئة لحماية المستثمرين ومنع الازدواج الضريبي وتنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على الموارد الطبيعية فحسب. التجارة غير النفطية وانطلقت الفعاليات بكلمة ترحيبية ألقاها ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة وتجارة صناعة دبي، أشار خلالها إلى أن المنتدى العالمي للأعمال لرابطة الدول المستقلة يوفر فرصة لتعزيز العلاقات بين دولة الإمارات ومنطقة رابطة الدول المستقلة، فقد ارتفع حجم التجارة غير النفطية بين دبي وهذه المنطقة الاستراتيجية من 15.5 مليار درهم في عام 2011، إلى 20.8 مليار درهم في عام 2014، في حين بلغت خلال النصف الأول من عام 2015 نحو 7.8 مليار درهم. رؤية الغرفة كما نوه الغرير بأن هذا المنتدى يجسد رؤية الغرفة الرامية إلى الارتقاء بمستويات التعاون مع كافة الجهات الحكومية والخاصة في العالم لتعزيز العلاقات المتبادلة واستكشاف فرص الاستثمار وإعادة إحياء طريق الحرير وتوفير منصة تواصل بين الشركات ورجال الأعمال. تعزيز التنافسية وأكد الغرير التزام الغرفة بتعزيز التنافسية لمجتمع الأعمال من خلال استكشاف فرص استثمار جديدة في الأسواق الناشئة حول العالم، وهنا تكمن أهمية هذا المنتدى كمنصة تسلط الضوء على الفرص الاستثمارية المحتملة في أسواق رابطة الدول المستقلة، خاصة في ظل التطورات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري المتوقع على خلفية طريق الحرير الجديد. علاقات التعاون وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على علاقات التعاون المتغيرة بين دول المنطقة، وأجمعوا على أهمية الفوائد المتبادلة للعلاقة المتنامية بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة الدول المستقلة، وإمكانية الاستفادة من تجربة دولة الإمارات الرائدة على مستوى العالم، ومستويات التعاون الاقتصادي بين دول الخليج العربي. إعادة توجيه بوصلة الأعمال استضافت الجلسة الأولى من المنتدى العالمي تحت عنوان علاقات التعاون المتغيرة - إعادة توجيه بوصلة أعمال رابطة الدول المستقلة كل من جان مارك بيتر شميدت، المدير العام لعمليات الدول والمدير التنفيذي للصيرفة في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بالمملكة المتحدة، ورسلان الخانوف رئيس شركة آرجو الاستثمارية في روسيا، وأدار الجلسة المحاور والمذيع الدولي نك غوينغ. وأكد المشاركون في الجلسة أن التنويع الاقتصادي موجود على جدول أعمال هذه الدول، بهدف الحد من الاعتماد على قطاع النفط كرافد أساسي في اقتصاد هذه الدول، في ظل عدم الاستقرار الذي يمر به هذا القطاع على الصعيد الدولي وناقشت الجلسة الواقع الحالي لرابطة الدول المستقلة ومدى إمكانية تطويره والتغلب على الصعوبات، حيث تشهد أسواق الاتحاد السوفييتي السابق تحالفات اقتصادية وعلاقات تجارية جديدة مع جميع المناطق المجاورة وغير المجاورة بدءاً من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ووصولاً إلى الدول الواقعة على طريق الحرير. النمو التجاري قال ماجد الغرير إنه خلال يومين طوال أعمال المنتدى، سوف نشهد جلسات حيوية لكشف الفرص لمزيد من النمو التجاري بين مناطقنا، وبعض الجلسات المثيرة للاهتمام حول موضوعات مثل التمويل الإسلامي ومستقبل الطاقة المستدامة، وتطوير النقل والخدمات اللوجستية وممر بين الشمال والجنوب. وسوف تلهم هذه الجلسات الحوارات المعمقة بين المستثمرين والمسؤولين عن الاتجاهات الاقتصادية وفرص الاستثمار، وتمهد الطريق للشراكات من أجل المستقبل.
مشاركة :