أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس، أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام معقل كردي على حدودها مع سوريا وأنها ستواصل قصف مواقع المقاتلين الأكراد في سوريا، ودعا أمريكا مرة أخرى إلى الاختيار بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية، فيما اقترحت تركيا مجدداً إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كلم داخل الأراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة اعزاز التي تقصفها منذ عدة أيام لمنع المقاتلين الأكراد من السيطرة عليها، وردت موسكو بأن إقامة مثل هذه المنطقة يحتاج إلى موافقة دمشق وقرار من مجلس الأمن، وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش التركي أرسل 15 ألف عسكري على الحدود مع سوريا من أجل تعزيز الأمن وضبط الحدود. وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين لن نقبل أبداً بوجود (قنديل) جديدة (القاعدة الخلفية لحزب العمال الكردستاني في العراق) على حدودنا الجنوبية. وأضاف أن دول التحالف ردت معاً يطلبون منا وقف القصف على حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الكردية). للأسف من غير الوارد بالنسبة إلينا أن نوقف ذلك. وقال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان في مقابلة لتلفزيون اه-هابر نريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كلم داخل سوريا تشمل اعزاز. ورداً على هذا المقترح أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أنه من الضروري الحصول على موافقة من الأمم المتحدة ومن الحكومة السورية لكي يمكن إقامة منطقة حظر جوي. وقال غاتيلوف بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس الروسية مثل هذا القرار لا يمكن أن يتخذ بدون موافقة الطرف المعني وبدون قرار من مجلس الأمن الدولي. من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء إخلاص التركية عن مصادر عسكرية لم تكشف عن هويتها قولها إن تعزيز الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية يتزامن مع زيادة القصف الروسي وتقدم (وحدات حماية الشعب) الكردية في المنطقة ما يؤدي إلى احتمالية حدوث موجات نزوح جماعية إلى الأراضي التركية. وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة التركية سيتم نشرها على طول الحدود مع سوريا من أجل ضبطها ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى تركيا، موضحة أن القوات التي أرسلت ستساهم في بناء منطقة آمنة والتصدي لأي هجوم قد تتعرض البلاد له من قبل عناصر (وحدات حماية الشعب). في غضون ذلك، قال صلاح الدين دمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ، إن الاتحاد الأوروبي يتغاضى عن انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان في محاولة منه لإيجاد حل لأزمة اللاجئين التي تواجهها. وقال دمرتاش لصحيفة افيميريدا تون سينتاكتون اليونانية إن أوروبا تغلق عينيها عن دوس تركيا على حقوق الإنسان، وتستعد للإذعان لابتزاز وتهديدات أردوغان. (وكالات)
مشاركة :