بعد تحذيرات العديد من المؤسسات العالمية بشأن أزمة سقف الديون الأمريكية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، ووكالة موديز، بجانب المخاوف التي استعرضتها وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، على مدى الأشهر الماضية، حذر اليوم رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس من تبعات احتمالية تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها للمرة الأولى في التاريخ. وأشار أن ذلك سيؤدي إلى زيادة الضغط على الاقتصاد العالمي المتباطئ بالفعل، في الوقت الذي تتراجع فيه الاستثمارات نتيجة ارتفاع معدلات الفائدة ومستويات الديون المتفاقمة. اجتماع الدول الصناعية السبع تأتي تصريحات مالباس على هامش اجتماع مسؤولو الشؤون المالية بمجموعة الدول الصناعية السبع (G7) في اليابان يوم الجمعة لمناقشة "مدى أهمية" رفع سقف الدين الأميركي، وتجنب الآثار الناتجة عن احتمال تخلف الحكومة الأميركية عن سداد ديونها لأول مرة في تاريخها. وأكد مالباس لصحيفة رويترز أن: " الأزمة التي يواجهها أكبر اقتصاد في العالم واضحة للجميع وستؤثر بالسلب على جميع اقتصادات العالم، وستكون التداعيات كبيرة ما لم يتم رفع سقف الدين الأميركي". وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، اليوم الجمعة أن فشل الكونغرس في رفع سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار، سيدفع أميركا نحو كارثة اقتصادية ومالية غير مسبوقة. وحثت يلين مجلس النواب المضي قدما نحو هذه الخطوة. وأعلن مالباس أن اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) تناولت مناقشات بشأن الحاجة إلى تعزيز الإنتاجية والنمو، وكيفية التعامل مع عبء الديون المرتفع الذي تتعرض له العديد من الدول. وأضاف أنه من المتوقع انخفاض النمو العالمي إلى أقل من 2% في عام 2023، مشيرا إلى أنه قد يستمر منخفضاً لعدة سنوات. محاولة إيجاد حلول لانعاش الاقتصاد العالمي أوضح مالباس أن أحد التحديات الرئيسية يتمثل في معدلات الاقتراض العالية للدول المتقدمة، ما يتطلب توفير الكثير من رأس المال لتغطية تلك الديون، ما سيلقي بظلاله على استثمارات الدول النامية واقتصادها. وأكد: " نستنتج مما سبق أن النمو البطيء سيستمر لفترة طويلة، وهذا يعد مصدر قلق كبير خاصة في الدول الفقيرة". وأضاف: "اقتصادات العالم كافة تواجه صعوبات كبيرة، لكنني أعتقد أن الأنظمة المالية ستصمد، ويظل السؤال الأهم هو كيف نحقق مزيدا من النمو والإنتاجية؟". وشدد مالباس على الحاجة الملحة إلى المضي قدما في إعادة هيكلة ديون الدول التي طلبت المساعدة، وأبدى سعادته باحراز ببعض التقدم فيما يخص ديون غانا، الدولة الرابعة التي قدمت طلبا لتخفيف أعباء ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين. وأبدى مالباس رضاه التام عن التقدم المحرز خلال الاجتماعين الأولين للمجموعة، منوها إلى عقد إجتماع ثالث في يونيو/ حزيران. وأكد أنه من المهم للغاية تخفيض الديون خاصة المتعلقة بالدول الفقيرة، والتي لا يمكنهم تحملها، ويجب أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن.
مشاركة :