(المخدرات) آفة كل العصور

  • 5/13/2023
  • 08:56
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المخدرات هي بلا منازع آفة كل العصور، فهي خراب للبيوت والأسر، والمجتمعات والأوطان. وهي محرمة شرعا، ومرفوضة عقلا، ومنبوذة اجتماعيا، ومؤذية أخلاقيا، والذي يدلك على فظاعة وتأثير المخدرات بمختلف أنواعها على المجتمع، أنه أقدمت إحدى الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر الميلادي على ضخ وتسهيل عملية بيع وشراء المخدرات وخصوصا (الأفيون) من أجل إخضاع الشعب المستعمر لإرادتها. ولك أن تتصور حجم الدمار الذي حل بالناس، وبتلك الديار المستعمرة. بل تاريخيا تم استخدام المخدرات من أجل تنفيذ عدة اغتيالات، كفئة ما كان يطلق عليهم (الحشاشون) في القرنين الخامس والسادس الهجري، حيث كانت تغسل أدمغتهم فكريا عن طريق استخدام الحشيش المخدر، وبزرع الأوهام والضلالات في عقولهم حتى يعتقدوا أن الوهم واقع، وأن الباطل هو الحق، والمخدرات ستبقى تفعل ذلك اليوم وغدا وبعد غد، وقد بدأت بهذه النبذة التاريخية القصيرة حتى نعلم الحرب الضروس التي تشنها المملكة العربية السعودية على مهربي ومروجي المخدرات، وحتى لا نستغرب تلك الإحصائيات والأرقام الرسمية التي تتحدث عن ملايين الأقراص التي تم إحباط دخولها عبر الموانئ والمناطق الحدودية في كل سنة. وكل ذلك من أجل حماية المواطن من هذه الآفة الفتاكة، ومن أجل حماية المجتمع من أضرارها الجسدية والنفسية والأخلاقية والمادية. هي حرب لا تقل أهميتها عن الحروب التقليدية بل ربما هي أشد ضررا منها حيث إنها تفتك خاصة بالشباب والشابات، فهم الفئة المستهدفة لأنها قوام المستقبل وعماده وهم أيضا أرض خصبة لتجربة أي شيء جديد حتى لو كان فيه ضرر بالغ على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.وأسباب تعاطي المخدرات كثيرة، ولكن من أبرزها مجالسة ومصاحبة رفقاء السوء، وضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري، والفقر والجهل، وأيضا الثراء الفاحش والتبذير بغير حساب وغيرها من الأسباب، وأما عن الأضرار النفسية فحدث عنها ولا حرج من الحزن والاكتئاب، والإدمان، والفصام، والاضطرابات العقلية والذهنية، وانعدام المعرفة بالزمن والواقع، ونوبات الهلع والجزع، وضعف الذاكرة وصعوبة التركيز، والهيجان والعنف، وجنون العظمة! ومن ناحية الأضرار الجسدية، والأضرار الأخلاقية، وهي محرضة ومحفزة على زيادة نسبة الجرائم المتركبة في أي مجتمع كان، وأضف إلى ذلك الأضرار الاقتصادية، فمنها قلة الإنتاجية للفرد، وانتشار ظاهرة غسيل الأموال، وتفشي البطالة والفقر بسبب إنفاق المدمن على المخدرات، ولو نظرنا للمسألة بعين العقل والمنطق، وبعد ما ذكرنا من الأضرار النفسية والجسدية والأخلاقية والاقتصادية، فما الفائدة المرجوة من المخدرات مقارنة بحجم الضرر الكبير والفادح الذي يقع على المدمن، وعلى أسرته والمجتمع؟ والجواب: لا شيء غير لذة وهمية وغير حقيقية، وإدمان غير مبرر مهما كنت الظروف قاسية، ومهما كانت قوة المؤثرات الخارجية، فتعاطي المخدرات هي وسيلة العاجز للهروب من الواقع والحياة، وبناء على ما أسلفنا، فلا شك أن ما تقوم به المملكة من جهود جبارة في محاربة ومكافحة المخدرات، وحملاتها المكثفة في جميع مناطق المملكة هي عملية نوعية، ونجاح باهر في إحباط عمليات التهريب، واعتقال مروجيها بلا تهاون، وبقوة وحزم من أجل حماية المجتمع من هذه الآفة الفتاكة التي تهدم القيم والمبادئ وتعطل الحياة. بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا برامج توعوية ومحاضرات، ووسائل تثقيفية عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من أجل ترسيخ الوعي لدى كافة أطياف المجتمع من هذه الآفة الخطيرة.إن مكافحة المخدرات هي حرب لحماية القيم والمبادئ والمجتمع والإنسان ككل.@abdullaghannam

مشاركة :