توفي فجر أمس الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل، أحد أشهر الصحافيين العرب، وأكثرهم إثارة للجدل، الذي لم يقلل من تقدير مكانته كواحد من أهم النماذج الصحافية العربية المؤثرة. وتوفي هيكل عن عمر يناهز 93 عاماً، بعد صراع مع المرض، اشتد عليه في الأسابيع الثلاثة الماضية، استدعى خضوعه للعلاج في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بماء في الرئة رافقها فشل كلوي، أخضعه لغسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً. ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هيكل، وقال في بيان: ببالغ الحزن والأسى فقدنا الكاتب محمد حسنين هيكل، الذي وافته المنية. وتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرته وذويه وكل تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إن مصر فقدت عَلَماً صحافياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية. وأضاف بيان الرئاسة أن هيكل كان شاهداً على أحداث ومحطات تاريخية مهمة في التاريخ المعاصر، فضلاً عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط. كما نعته جامعة الدول العربية في بيان صدر باسم أمينها العام د. نبيل العربي.. منوهاً بإسهاماته في الحياة العربية المعاصرة على مدار ثمانية عقود، مذكّراً بالإسهامات التي قام بها الراحل في العمل العربي المشترك، وما قدمه من عطاء فكري وسياسي متميز لتعزيز دور جامعة الدول العربية. سيرة وهيكل من مواليد سبتمبر 1923، واشتهر محلياً وعربياً ودولياً أثناء رئاسته لتحرير صحيفة الأهرام، التي ظل رئيساً لتحريرها مدة 17 عاماً، بعد أن قادته مسيرته المهنية إلى ترؤس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، ومجلة روز اليوسف. و عينه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وزيراً للإرشاد القومي في العام 1970. وكان مقرباً من أغلب الأنظمة المصرية منذ فترة الملكية قبل ثورة يوليو 1952، حتى فترة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مع بعض التوتر مع الرئيس الراحل أنور السادات. عشرات الكتب قدم هيكل للمكتبة العربية عشرات الكتب والمراجع السياسية أبرزها خريف الغضب والطريق إلى رمضان وأوهام القوة والنصر وأبو الهول والقوميسير، بالإضافة إلى 28 كتاباً باللغة العربية من أهمها مجموعة حرب الثلاثين سنة والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل وملفات السويس والعروش والجيوش. أطلق عليه عدة أسماء مثل كاتب السلطة وصديق الحكام ومؤرخ تاريخ مصر الحديث، إلا أن الصحافي ظل اللقب الذي يفضله والكاتب ظل التوصيف المحبب لديه، والمفكر ظلت الكلمة التي تجذبه لكي يروي ويسرد ما لديه من معلومات وتحليلات. ورغم الجدل والاختلاف الذي دار حول دور الكاتب حسنين هيكل وآرائه المختلفة، إلا أنه لا يُختَلف حول كونه واحداً من أهم النماذج الصحافية العربية المؤثرة باعتباره صاحب مدرسة كبيرة في الحقل الصحافي ورمزاً بارزاً في تاريخ المهنة. شهادة وقال نقيب الصحافيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد، إن الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل قطب كبير من أقطاب الصحافة المصرية إن لم يكن قطبها الأكبر، بل إن مصر لن تستطيع إنجاب مثله قبل 100 عام على الأقل. متابعاً أنه عمل معه منذ العام 1958 ولمدة 20 عاماً.. ورغم أنه لم يكن من أصدقائه، إلا أنه شاهد على أن هيكل خلال مسيرته الصحافية خرّج أجيالاً من الموهوبين الذين كانوا يعانون التهميش، وكان يلتقط كل صاحب موهبة ويعطيه فرصته ويسعى لإعطائه المزيد من الفرص، فكان له فضل كبير على كل الموهوبين الذين تبلورت سيرتهم الصحافية على يديه. دعم السيسي كان هيكل من المؤيدين لثورة 30 يونيو ومن الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي وكان دائم المطالبة بالوقوف حول الرئيس ودعمه وإسناده والالتفاف حوله وعدم تركه وحيداً أمام التحديات والمخاطر العديدة التي رأى أنها تحيط بمصر، فيما كانت له مواقف حول التطورات الدولية الراهنة أدت في غالب الأحيان إلى حدوث الخلافات والتناقضات معه ومع مواقفه التحليلية.
مشاركة :