لنترك إنجازات المرأة تتحدث عن نفسها - سهام الشارخ

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن التغافل عما أنجزته المرأة السعودية، فقد حققت الكثير على صعيد التعليم والعمل، وحصلت على الدرجات العلمية، وتفوقت بشكل ملحوظ في مجالات عدة أوصلتها إلى العالمية أحيانا، وقدمت الكثير من المبادرات والمنجزات التي تستحق التقدير، واستطاعت في كثير من المواقع وفي أصعب الظروف أن تثبت جدارتها وقدرتها على تحدي المعوقات بصبر ومثابرة، وعلى التفاعل مع التغيرات والمستجدات بانفتاح وإيجابية وهو ما يؤهلها لأن تأخذ المكان اللائق بها. ومع أهمية الكتابة والحديث عن إنجازات المرأة السعودية من باب التوضيح، والإشادة، والتأثير في توجهات المجتمع، والتأكيد على حقها في توسيع دائرة مشاركتها، إلا أن الحديث المتكرر عن هذه الإنجازات بمناسبة وبدون مناسبة قد يفسر بمحاولة الدفاع عن النفس، وكأن المرأة في قفص الاتهام وتجد نفسها مضطرة إلى إثبات نفسها وتصحيح رؤية الآخرين لها، وهذا نهج لم يعد مقبولا بعد هذه المسيرة الطويلة التي قطعتها معلمة ومديرة وأستاذة وطبيبة وكاتبة وشاعرة وروائية وغير ذلك. الحديث المكرر عما أنجزته المرأة يذكرني بحالة بعض الأشخاص الذين يتحدثون باستمرار عن أعمالهم وممتلكاتهم وهواياتهم، ويمدحون أنفسهم بإظهار مزاياهم وقدراتهم ليقنعوا الآخرين بها ويحصلوا على الثناء، وهم بذلك يعطون أهمية كبيرة لرأي الآخرين فيهم وقد يكون مبعث ذلك شعورا ربما غير حقيقي بأنهم أقل من غيرهم، وبالمقابل هناك أشخاص قلما يتحدثون عن أنفسهم وقدراتهم وما حققوه في حياتهم إلا إذا وجدوا ما يستدعي ذلك، وغالبا ما يكون هؤلاء من الأشخاص الذين يشعرون بثقة وتقدير عال لأنفسهم ولا يحتاجون إلى إثبات قدراتهم. يقال "اعمل بصمت وهدوء واسمح للنجاح بأن يقوم بالضجيج". والواقع يثبت أن العمل الجاد لا يخفى على أحد وهذا بالطبع ينطبق على الرجال والنساء، كما أن الشخصية الناجحة لا تحب المديح والتبجيل، ولا تحب الحديث عن منجزاتها ومآثرها بقدر ما تفضل أن يكون الكلام عن الطريق الذي سلكته لتحقق أهدافها، وعن رحلتها وقصصها وتجاربها في الحياة التي يمكن أن تلهم غيرها وتضيء لهم الدرب، ولذلك فإن الحديث المستمر عن نجاحات المرأة وتضخيم بعض إنجازاتها لن يضيفا لها شيئا بل بالعكس سيظهرانها بمظهر غير المقتنع بما حققته، خصوصا إذا كان ذلك يأتي في سياق إثبات قدراتها أمام الرجل. لنجعل منجزات المرأة تتحدث عن نفسها، فالعمل الجيد لا ينكره إلا الجاحد أو أعمى البصيرة، ولتكمل المرأة وبثقة مسيرتها العلمية والمهنية دون توقف مشاركة أخاها الرجل في خدمة أسرتها ومجتمعها ووطنها وتحقيق ما تراه يحقق المصلحة العامة.

مشاركة :