تمكن فريق علمي متخصص في علم الفيروسات من تطوير لقاح ضد فيروس حمى الوادي المتصدع، وذلك في جامعة أكسفورد الشهيرة بالمملكة المتحدة. وأعلن الفريق الذي يضم باحثين سعوديين التوصل إلى نتائج لدراسات أجريت على الحيوانات وأكدت الحماية من المرض الذي مازال يفتك ب في المئة من الحالات المصابة من المواشي، مسجلاً خسائر اقتصادية كبيرة في البلدان المتضررة، في حين تصل نسبة الوفيات في البشر إلى في المئة. ووفقا لنتائج البحث الذي استمر لمدة اربع سنوات وتنشره"الرياض" فإن جرعة واحدة من اللقاح كافية لتحصين المواشي. ووسط ترقب دولي لإمكانية تطوير هذا اللقاح لاستخدامه بشرياً، قال الباحث السعودي وعضو الفريق العلمي الدكتور نايف خلف إن ميزة هذا اللقاح هي إمكانية تطويره بسهولة لاستخدامه في البشر، حيث أإن الناقل المستخدم لهذا اللقاح تم استخدامه سابقاً في البشر لتجريب لقاحات أخرى واثبت انه آمن وقادرعلى تنشيط جهاز المناعة". وأضاف "ميزة التحصين ضد هذه الأمراض هي تطبيق ما يسمى بمبدأ الصحة الواحدة، حيث يتم تحصين أنواع من الحيوانات ليتم إيقاف وصول العدوى لبقية المواشي أو للبشر". فيما أكد عضو الفريق العلمي الباحث السعودي الدكتور مساعد الضبيب أن فيروس حمى الوادي المتصدع يعتبر من الأمراض المستوطنة وهذا النوع من الفيروسات يصعب استئصاله من المنطقة الموبوءة. وقال "بالرغم من وجود عدد من اللقاحات للحيوانات إلا أن عليها بعض الملاحظات الصحية والبيولوجية من ناحية درجة الأمان والحماية بالإضافة إلى تأثيرها على الدراسات السيريولوجية للوقوف على الحالة الوبائية الفعلية للمرض في حالة انتشاره". لكن الضبيب قال إنه إلى الآن لايوجد لقاح فعال وآمن لحماية الإنسان، وبهذا فإننا نستطيع أن نقول ان الدراسة الحالية اكتسبت أهميتها كون اللقاح يستهدف حماية الإنسان والحيوانات القابلة للإصابة، استخدام التقنية الحيوية الجزيئية عن طريق استخدام ناقل (فيروس) لإيصال جين الغلاف السطحي لفيروس حمى الوادي المتصدع الى العائل المستهدف، وأخيراً نجاح اللقاح بالجمال حيث ان الجهاز المناعي بالجمال يختلف عن غيره من الحيوانات المجترة. واعتبر الضبيب نتائج الدراسة واعدة للسيطرة على فيروس حمى الوادي المتصدع التي تعاني منه المملكة وبعض الدول العربية والأفريقية. إلى ذلك أكد الباحث الرئيسي في جامعة أكسفورد الدكتور جورج واريمواي أن جرعة واحدة من اللقاح الذي توصل إليه الفريق آمنة وتعطي حماية كاملة ضد فيروس حمى الوادي المتصدع في المواشي. وأضاف "هذا البحث يؤيد إمكانية اختباره على البشر"، معتبراً في الوقت ذاته نتائج البحث التي توصل اليها الفريق أتت استجابة لنداءات منظمة الصحة العالمية التي وضعت مرض حمى الوادي المتصدع في قائمة الأمراض الطارئة وأعطت أولوية لتطوير لقاح عاجل لهذا المرض، قائلاً "بحثنا هذا أتى في الوقت المناسب". ووفقاً لنتائج البحث فإن باحثين في جامعة اكسفورد وفي كينيا وفي السعودية تمكنوا من تطويرهم للقاح ضد فيروس حمى الوادي المتصدع، عقب تجريب اللقاح في الحيوانات (فئران التجارب وانواع من المواشي) في بريطانيا وكينيا. واستناداً إلى نتائج البحث " الذي تحتفظ "الرياض" بنسخة منه فإن اللقاح نشط الجهاز المناعي في هذه الحيوانات واثبت أنه آمن، وعندما تم تجريبيا في المصاب من هذه الحيوانات بالفيروس، أثبت اللقاح فعاليته بحمايتها من المرض. وأكدت نتائج البحث المنشور رسمياً كورقة علمية قدرة اللقاح على تحفيز مناعة الإبل في مستوى مقارب لتلك المستويات التي تم قياسها في بقية المواشي في كينيا وبريطانيا، حيث شملت اختبار اللقاح على الإبل(لا تظهر عليها أعراض المرض غالباً) والتي قد تكون حاملاً لهذا الفيروس إذا ما تعرضت له، حيث تم اختبار اللقاح عليها في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم بالتعاون مع جامعة اكسفورد ومركز الملك عبدالله للابحاث الطبية بالرياض التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني. وانتقل المرض المستوطن في شرق أفريقيا، إلى المملكة قبل نحو 15 عاماً، ويوجد لقاح مرخص للاستخدام البيطري، ولكنه غير آمن لتطويره للاستخدام الطبي في البشر، كما أن بعض اللقاحات التي يتم تطويرها تحتاج لثلاث جرعات، بعكس اللقاح الذي تمكن فريق أكسفورد من تطويره حيث إن جرعة واحدة منه كانت كافية لتحصين المواشي.