لماذا تخشى إيران والأسد محاربتنا داعش ؟

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مؤتمر ميونخ - الذي عقد مؤخرا - لمناقشة وقف إطلاق النار، للمدن والقرى السورية، كانت النبرة الروسية عالية جدا، بينما كان الامريكان يبحثون عن ماء الوجه، وكانت موسكو تعلن عن نفسها قوة دولية لانزاع حولها، غير ان كواليس المؤتمر تشير الى ان ما قالته موسكو علنا، تراجعت عنه سرا. فقد أكدت أنها حريصة على ألا تصعّد الأمور تجاه الحرب الباردة مع امريكا، وكشف النقاب عن أن الازمة السورية، لم تكن الأزمة الرئيسة في المؤتمر. فقد كان الغرب ينظر الى الازمة الأوكرانية، بينما روسيا كانت تساوم الغرب على رفع الحصار الاقتصادي عليها، وعادت موسكو لطلب التنسيق المشترك لعمليات مواجهة الارهاب، حتى ايران التي ظلت تحذر وتتوعد دخلت على الخط طالبة المشاركة خوفا من الانكشاف. وقف إطلاق النار لن يحل الأزمة السورية، ولن يلغي امكانية اللجوء لأعمال القتل والتدمير بطرائق وأدوات أخرى، لكن اللافت للانتباه ان الموقفين الروسي والايراني، أصبحا في حالة دفاع عن النفس منذ أن أعلنت المملكة عن تدخلها البري لمواجهة تنظيم داعش الارهابي، وطالما أن روسيا دخلت لمحاربة داعش، فانها اليوم مجبرة على مواجهته والاشتراك في التحالف الدولي، ومجبرة لانها لا ترغب في الانكشاف أمام الرأي العام الروسي، لكن سيكون تدخلها هي وايران غير جاد، بقدر ما قد يؤدي الى اعاقة العمليات العسكرية. الأمر ليس مستعجلا بعد، فهناك أيام أمام استكمال الاستعدادات العسكرية، وان حركة نقل القوات تكتمل بعد فترة بسيطة، وان دير الزور والرقة ستكونان مسرحا للعمليات، ولأن النظامين السوري والايراني متورطان مع داعش، فان الأسد بدأ محاولة وضع اليد على بعض الأراضي التي تسيطر عليها داعش، على اعتبار انه داخل ضمن الحرب على الارهاب، الارهاب الذي يتم التعامل معه كالريموت كنترول أو كلعب الاطفال. اللافت للانتباه، ان ايران تحاول الاساءة للمملكة، واظهارها بمظهر العاجز، وأن إعلانها الحرب البرية ليس سوى شكل من أشكال الحرب النفسية، بينما ظلت المملكة تمتلك خاصية الشفافية في سلوكها الدولي. فقد أعلنت الحرب في اليمن لاستعادة الشرعية، وأعلنت مؤخرا انخراطها في الحرب على تنظيم داعش الارهابي، الذي استخدمته ايران كأداة لتشويه صورة المملكة، لكن هل بمقدور ايران الإعلان عن مشاركتها الميدانية في الحرب على داعش تحت مظلة الادارة الامريكية والتحالف الدولي؟ أم ستتذرع بأنها ضد التدخل الخارجي، لكن ماذا عن الميليشيات التي تستوردها من افغانستان وباكستان وبالدولار الامريكي؟ وهل هناك إرهاب محمود وآخر غير محمود، كما تتذرع موسكو عند استهدافها المعارضة السورية؟ التصريحات الروسية المتناقضة أصبحت سمة جديدة من سمات الدبلوماسية الروسية، ولهذا هناك حالة من عدم الثقة في موسكو، وتحذيرات عضو لجنة الأمن ومحاربة الفساد في الدوما الروسية، الرئيس السابق لجهاز الأمن الفدرالي، نيكولاي كوفاليوف، لتركيا والسعودية من مغبة التدخل البري في سوريا، سمعناه كثيرا وعليهم هذه المرة توجيهها للطرف الامريكي أولا. أما علي سعيدي، ممثل علي خامنئي في الحرس الثوري فقد وصف إعلان السعودية استعدادها للتدخل بريا في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الارهابي بـ الضجة الدعائية ... ومجرد إطلاق شعار، ودعاية للاستهلاك الداخلي. ولا نعلم لماذا ايران التي اشبعتنا اتهاما بان داعش سعودية وتكفيرية وضد الشيعة لا تجدها فرصة لدعم الخلاص من داعش؟ أم ان ايران كانت مستفيدة من الطابور الخامس، الذي شكل لها ذريعة للتدخل وابادة السنة، والسيطرة على الشيعة العرب. أما المضحك جدا، ما قاله اللواء بهجت سليمان سفير سوريا المطرود من الأردن، الذي يقود ابنه مجد مع استخبارات الحرس الثوري استثمار أموال الشعب السوري المنهوبة في عمليات غسل الأموال التي ذهب بعضها لصالح ايران، بأنه يتوعد السعودية بانزال جوي بقوة كوماندوز مكونة من 10 آلاف جندي سوري، ولعلنا نعتبرها نكتة الموسم ولو كانت متأخرة بعض الشيء لا عتبرناها كذبة نيسان. فالنظام السوري يبدع جدا في الخيالات كلما اقترب نيسان الثورة وغيرها من الاكاذيب التي حكم فيها الشعب السوري، واذاقة الويل طيلة تلك السنوات الماضية، وهو يبتز الدول العربية والخليجية بالصمود والتصدي والممانعة والمقاومة التي لم تطلق طلقة واحدة لاستعادة الجولان على الاقل. إن هذه النظم المتعفنة التي لا تجد إلا أبواق الدعاية في كل مكان من علي سعيدي الى بهجت سليمان مرورا بنوري المالكي، وحسن نصر الله، كلها تعمل بالريموت كنترول لصالح ولاية الفقيه، لكن لا أحد منهم يجرؤ على مناقشة بيان الخلاص الذي اقترحه السيد الصرخي العربي الشيعي الذي يمثلنا كشيعي عربي له ارادة وهوية مستقلة وليس تابعا رخيصا لايران. إن الحرب البرية في سوريا لانهاء داعش التي استخدمها الروس، وقد كتبنا مبكرا أن داعش مخترقة لصالح الاستخبارات الروسية والايرانية والسورية، بينما حجم الدعاية حاول تقديم صورة خاطئة عن السنة وعن المملكة، عندما حاولت ايران وفشلت مرارا في ربط داعش بالمملكة للاساءة لها لدى الرأي العام الغربي، ومثلما حاولت ايران وسوريا النظام الاساءة لتركيا بأنها تستقبل الجهاديين ويقيمون في أراضيها، ومن ثم يذهبون الى سوريا وتبين ان غالبيتهم يأتون عبر ايران بعد عمليات غسيل دماغ حول محاربة الخطر الامريكي والصهيوني والدول المتعاونة معه، لكسبهم وتوظيفهم لخدمتها ولتوجيههم لاثارة الفتنة الطائفية في المنطقة. المملكة - وهي تتحمل العبء الكبير في صيانة الامن العربي - تحضر بقوة اليوم في عالمنا العربي، رغم محاولات شيطنتها، والتركيز على قضايا صغيرة هنا وهناك، لكنها – بحمد الله - تكتسب كل يوم مزيدا من الثقة على المستوى العربي والاقليمي والعالمي، بسبب سياساتها الواضحة، ففي الأمس القريب حاولت طهران مرة الربط بيننا وداعش الارهابية، ومرة أخرى وتنظيم القاعدة، وعندما لم تنطل هذه الدعاية الفاسدة على أحد، عمدت الى تصوير ما يجري في اليمن أنه حرب امريكية اسرائيلية، لتسوق ذلك على البسطاء والمخدوعين، لنكتشف عظم التنسيق الامني بين حزب الله واسرائيل وبرعاية ايرانية روسية منذ بداية الازمة السورية. الآن، وكما يقال حصحص الحق، وانكشفت السياسات، وأصبح الفرز واضحا جدا، فنحن مع سوريا موحدة، ومع محاربة الارهاب، وضد قتل الاطفال والتهجير القسري، للسنة والشيعة، وضد القتل على الهوية، ومع مشروع السيد الصرخي للاصلاح بنبذ الطائفية وخروج ايران من العراق وسوريا، ودعم الارادة الوطنية للعراقيين والسوريين.

مشاركة :