هل يحتاج الموظفون إلى الذهاب إلى مكاتبهم بشكل دوري في مواعيد العمل المحددة حتى مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ أم يمكن الاعتماد على نظام العمل عن بُعد، أو النظام الهجين الذي يجمع بين العمل في المكتب والمنزل بتنسيق الأيام؟ فمع الثورة التكنولوجية الهائلة خلال الأشهر الماضية، يزداد التساؤل حول الطريقة التي تفتح بها أدوات الذكاء الاصطناعي آفاقا جديدة لإنجاز المهام المختلفة، لذا تقدم "الرجل" خلال السطور التالية، أهم إسهامات أدوات الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال. تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي على مشاركة وتنسيق المعلومات باحترافية، وتقليل الحاجة إلى النزول للمكاتب وتسهيل العمل عن بعد، عبر الوصول الفوري للبيانات والوثائق المطلوبة في ثوانٍ معدودة، مع قنوات الاتصال المتنوعة التي تعمل على تحقيق التعاون بين كافة القطاعات. مع دمج الذكاء الاصطناعي بأنظمة مشاركة المعلومات، يمكن للموظفين تحديد وإيجاد الموارد اللازمة لاستكمال أعمالهم، مع تقديم توصيات ذكية للاجتماعات والموارد وتقليل الوقت المنقضي في المكاتب، للبحث عن المستندات، أو انتظار الرد على الاستفسارات من قبل الزملاء. ورغم أن إحدى مشكلات العمل عن بعد هي الشعور بالوحدة والانعزال، يعمل الذكاء الاصطناعي على حلها بتحسين أدوات التواصل عند بعد مثل الاجتماعات المباشرة الاحترافية، وتعديل تفاصيلها مثل الإضاءة وصور الخلفية، وظهور الأشخاص على قدر من الاحترافية، إضافة لميزات أخرى كالنسخ، الترجمة والتسميات التوضيحية التي تكتب الكلمات المنطوقة في وقتها الفعلي بدقة عالية. تضع أنظمة الشركات التي تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، مجموعة من المهارات لتشكيل الفريق الأمثل، وإنشاء مجموعات افتراضية لتحقيق الأهداف الموضوعة لها. فيستطيع العامل عن بُعد الانخراط والتركيز في التعلم والتوجيه من العمل الجماعي، واستخدام المحتوى والموارد المنسقة من قبل الذكاء الاصطناعي، ما يعزز الشعور بالترابط، ويشجع تبادل المعرفة والخبرة، ويقلل مشكلة الموظف المستقل الذي لا يفضل الانخراط مع زملاء العمل. كما أن الذكاء الاصطناعي بمثابة قوة إنتاجية، تعمل على تحرير العامل من قيود المهام المتكررة والمتشابهة، ما يسمح بالتركيز على أداء الأنشطة ذات القيمة الأعلى، فيستطيع الموظفون عن بُعد إتمام المهام العادية باستخدام الذكاء الاصطناعي كليّة، لتبسيط سير العمل وتحقيق أعلى قدر من الكفاءة والتنظيم. إضافة لذلك، يمكن لتلك التكنولوجيات معرفة نقاط تحسن الموظفين وتقديم توصيات من تحسين تقدمهم، وإدارة الوقت بفاعلية وتحديد الأولويات بطريقة تزيد الإنتاجية بصورة ملحوظة، وتقليل الجهد المبذول في العمل. كذلك، تفهم برامج الذكاء الاصطناعي، الاستفسارات المختلفة وتقدم إجابات تفصيلية، ما يُمكّن العامل من الوصول للمعلومة في وقت قياسي من مصادر مختلفة. ويستطيع الذكاء الاصطناعي، تنمية مهارات العامل عبر تخصيص مسارات التعليم، وتقديم موارد متخصصة لكل شخص حسب احتياجاته عبر تحليل نقاط القوة والضعف والاهتمامات الفردية، ما يؤدي للحفاظ على القدرة التنافسية للموظف وزيادة مهاراته. كما يحسن الذكاء الاصطناعي، التواصل والتعليقات بين الموظفين، ما يخلق بيئة عمل داعمة وصحية. اقرأ أيضًا: هل العمل عن بعد أفضل من المكتب؟ دراسة تكشف قد يثير العمل عن بعد مخاوف بعض الأشخاص بشأن الخصوصية والأمان، لكن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات تضمن خصوصية الموظفين، وهذا باكتشاف الهجمات الإلكترونية ومنعها، ومراقبة الشبكات والأجهزة للبحث عن علامات الوصول غير المصرح بها، وتحديد نقاط الضعف المحتملة بسرعة وإبطال مفعول التهديدات. ويمكن للذكاء الاصطناعي تشفير البيانات، وفرض سياسات الحماية من أجل الحفاظ عليها، وضمان قدرة الموظفين على الوصول إلى موارد الشركة، ومشاركتها دون المساس بأمان تلك الموارد، وهو شيء مهم في الصناعات التي تتعامل مع البيانات الحساسة، كالرعاية الصحية والتمويل والبنوك. يحسّن الذكاء الاصطناعي جودة حياة الموظفين عن بعد، بمراقبة المؤشرات الصحية، وتقديم الملاحظات عبر تحليل بيانات أجهزة المراقبة الصحية، والأجهزة التي يمكن ارتداؤها كالساعات الذكية. كما يقدم توصيات مخصصة للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، واقتراحات التمارين وتقديم الأنظمة الغذائية المناسبة، والتذكير بأخذ فترات راحة، والحد من التوتر لتجنب الإرهاق والحفاظ على الصحة العقلية والنفسية. اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها السعودية؟ ينطوي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي على بعض المخاطر والمشكلات، ومنها:
مشاركة :