لم تعد المخدرات مجرد تجارة خارجة عن القانون يرتكبها البعض ممن فقدوا ضمائرهم وباعوها للشيطان في بازار الربح والثراء السريع، لا .. لم تعد هكذا وحسب، خاصة بعدما أثبتتْ الوقائع تورط دول ومنظمات وأحزاب في هذه التجارة الخسيسة، وآخرها ما تمّ الكشف عنه حيال تورط حزب حسن نصر اللات في هذه التجارة القذرة لتعزيز موارد حزبه الشيطاني، وحزبٌ بهذه المواصفات الدنيئة ما الذي يمنعه من استخدام هذه التجارة الفاسدة كسلاح نوعي ضد بلادنا وغيرها ممن كشفت دسائس الحزب وخبائثه، خاصة في ظل تزايد الكميات المضبوطة في داخل بلادنا، مما يعزز من نظرية الاستهداف المبيّتْ، والاستهداف قد يكون له أكثر من وجه، فهناك استهداف يتم بغية الإفادة من القوة الشرائية في بلد لها قوة اقتصاد بلادنا، وآخر يتم للنيل من شباب الأمة وتدمير مستقبل الوطن بالقضاء على شبابه بهذه الآفة القاتلة، ولا مانع من التقاء الغايتين أو الاستهدافين، وهذا معطى آخر قد يفسّر سرّ هذه المضبوطات المتزايدة رغم يقظة رجال المكافحة ورجال حرس الحدود والجمارك وتضحياتهم وجهودهم المقدرة في محاربة هذه العصابات، وضبطها قبل إنجاز أهدافها الشريرة. إن بلادنا لا تواجه حربا عسكرية وأمنية وحسب، وإنما وبحكم مواقفها التي لا تعرف المداهنة باتت تخوض معارك مع كل ألوان الشرور ابتداء من شرور الإرهاب إلى شرور سرقة الهوية العربية والإسلامية من قبل الغزو الفارسي، وصولا إلى شرور المخدرات التي استغلتْ فلتان الساحة الأمنية في معظم دول الجوار بحكم الحروب والنزاعات التي تحدث، لتحشد كل طاقاتها وقواها في سبيل محاولة اختراق سياجاتنا. وهي حربٌ شرسة بالتأكيد تماما كما وصفها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض أثناء تدشينه المشروع الوطني (نبراس) في منطقة الرياض أمس الأول، والذي كشف من خلاله مدير الإدارة العامة للمخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني أن المخدرات المهربة للمملكة تصنع خصيصا في مصانع سرية معلومة مواقعها للمكافحة، وأنها تمثل ثلث المخدرات التي يتم تسويقها على مستوى العالم، وهذا ما يؤكد حقيقة استهداف بلادنا، خصوصا أن معلومات جهاز المكافحة يثبت أن المادة المخدرة فيها لا تتعدى الـ 10% فيها فيما البقية عبارة عن مواد مدمرة عقليا وصحيا، وتشير بعض التقارير إلى أن هنالك ما مجموعه 10 مواد قاتلة على الأقل تضاف إلى تلك المخدرات كل هدفها هو تدمير متعاطيها، والقضاء على أي أمل له في التعافي أو الشفاء من الإدمان، وبقراءة متأنية لهذه المعلومات وربطها ببعضها، لا بد أن نصل إلى نتيجة لها وضوح الشمس، وهي أننا نواجه مع المخدرات ومهربيها ومروجيها والعصابات والدول والأحزاب التي تقف خلفها، نواجه حربا تدميرية لا سبيل لمواجهتها إلا بتضافر كل الجهود والطاقات ابتداء من المواطن الفرد، والأسرة والمدرسة والمؤسسة والشركة للتصدي لها، وقطع الطريق عليها حماية لأهمّ مقدراتنا التي تتمثل في شبابها بالتأكيد، والذين هم محور الاستهداف.
مشاركة :