عندما علم عبدالخالق الحوثي أن الشاب اليمني الأسير رويس العربي أحد أفراد كتيبة «سلمان الحزم» القادمة من السعودية، التي شاركت في عملية السهم الذهبي لتحرير عدن، أمر القائد أبوموسى بتقييده، ومن ثم أُدخل غرفة للتحقيق بوجود ضابط إيراني. وبعد انتهاء التحقيق مع العربي، وفي مشهد يؤكد رغبة الانتقام في صفوف الميليشيات الحوثية، أمر عبدالخالق الحوثي عناصره بضرب الغرفة التي قيد فيها رويس العربي بقذيفة «آر بي جي» مضادة للدروع، ليس لقتله فقط وإنما لتمزيقه، لكن مشيئة الله كانت أقوى منهم جميعاً، إذ نجا العربي وتم إسعافه. وبحسب المتحدث باسم كتيبة «سلمان الحزم» الملازم صالح العلهي في حديث لـ«الحياة»، خسرت الكتيبة في معركة التواهي التي أُسر فيها العربي ثمانية شهداء، مبيناً أن رويس العربي روى لهم تفاصيل أسره، ومحاولة الانتقام منه من الحوثيين بعد معرفتهم أنه ينتمي إلى كتيبة «سلمان الحزم». وأشار العلهي إلى أن الكتيبة التي يصل عدد أفرادها نحو 680 فرداً «تدربت في منطقة شرورة قبيل رمضان الماضي، وجميع أفرادها من المناطق الجنوبية، كما قام بتدريبها ضباط وعسكريون سابقون سرحهم المخلوع صالح من الجيش اليمني». وتابع: «التأسيس تم من طريق مستشار الرئيس اليمني محمد علي الشدادي، على أساس أن ننضم إلى الجيش اليمني، كما يتم منح رتبة ملازم لكل فرد بعد إنهاء التدريبات، إذ إننا حصلنا على تدريب في شرورة وجازان، ومن ثم معسكر صلاح الدين في عدن». الملازم صالح العلهي باع سيارته وسدد ديونه قبل أن يتوجه للمشاركة مع زملائه في كتيبة «سلمان الحزم»، وأردف «بعد تجهيزنا انتقلنا عبر إحدى السفن إلى ميناء البريقا في عدن في رحلة استغرقت أربعة أيام، وكنا مزودين بأسلحة مختلفة عيار 50م أميركي وهاونات وقناصات وصواريخ لو، إلى جانب الكلاشنكوف». وعلى رغم أن السفينة توقفت على بعد ساعتين من ميناء الزيت في عدن، إلا أن الميليشيات الحوثية حاولت استهدافها، إضافة إلى القوارب التي نقلت الكتيبة إلى معسكر صلاح الدين، وبحسب العلهي لم يصب أحد بأذى جراء هذا الاستهداف. ويواصل حديثه بقوله: «أشرف على تدريبنا في معسكر صلاح الدين اللواء أحمد سيف قائد المنطقة الرابعة، واللواء الشهيد جعفر حسن محافظ عدن السابق، والقائد فضل حسن». وبعد الإيذان ببدء عملية السهم الذهبي، شاركت الكتيبة في جميع الجبهات ابتداءً من منطقة عمران ورأس عمران، ثم السيطرة على مفرق الوهط، وبعدها مطار عدن الدولي وكريتر والتواهي، ثم التوجه للعند وأبين، وصولاً إلى مدينة لودر. يؤكد الملازم صالح العلهي أن معركة عمران كانت الشعرة التي قصمت ظهر الحوثيين وأفقدتهم التوازن أثناء المعارك، وقال: «كانوا يتجمعون فيها ويقومون بتجهيز أسلحتهم، ولم يتوقعوا عملية السهم الذهبي بهذه السرعة، والمدرعات التي استخدمناها حسمت هذه المعركة إلى حد كبير». بعد انتهاء المعارك، جاءت أوامر - بحسب العلهي - بحل كتيبة «سلمان الحزم»، وتكليفها بدور الأمن المركزي سابقاً في عدن، بمسمى «قوات الطوارئ»، ويضيف «أبلغنا اللواء الشهيد جعفر حسن بذلك، وأنه سيضاف إلينا 2000 شاب من المقاومة الجنوبية، ويكون لنا معسكر، لكن للأسف لم نر شيئاً من ذلك، فمنذ سبعة أشهر لم يتسلم الأفراد رواتبهم». ودعا العلهي الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح إلى المساعدة في حل مشكلة أفراد الكتيبة بأسرع وقت، لأن المعاناة تزداد يوماً بعد يوم على حد قوله.
مشاركة :