لا يمكن أن تصل الصين وكوريا واليابان إلى مصاف الدول المتقدمة صناعياً في العالم، ما لم يكن لديها علم متميز، وبحث متعمق، وقدرات إبداعية منافسة لقدرات أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، التي اعتمد العالم في القرن الماضي عليها في نقل التقنية والعلم، من خلال بعثات طلبة العلم الذين نقلوا لأوطانهم المعرفة والعلم والتقنية، وأصبحت معظم تقنية المصانع بأنواعها معتمدة على الغرب، وأغفلنا دول الشرق، صاحبة إحدى أكبر القوى الصناعية في العالم. ورغم تطور عدد البعثات إلى الدول الصناعية في الشرق، إلا أنها متواضعة، وأجزم أن التقدم الصناعي للصين واليابان وكوريا الجنوبية، خلفه علم مدعوم بالبحث العلمي، فصناعة السيارات في اليابان وكوريا والصين أصبحت الأفضل والأكبر في العالم، من حيث التقنية وأعداد السيارات المصنعة والمباعة داخل أسواقها، وفي الأسواق العالمية، وصناعة الموبايل وتقنيات أجيال الهاتف المنقول أصبحت أسرع وأدق وأحدث تطوراً عن صناعة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغيرها من الأمثلة العديدة. ولو جاز لي الاقتراح، لاقترحت توجيه بوصلة البعثات العلمية والمهنية والتقنية الصناعية في العشر سنوات القادمة إلى الصين وكوريا واليابان وسنغافورة، لاسيما أن جامعات ومعاهد هذه الدول باتت تتبوأ مكانة علمية رائدة على وجه الخصوص في المجالات الإلكترونية والهندسية والتقنية، التي تحتاجها التنمية المستقبلية في بلادنا، وبدأت المنافسة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها، وصناعة الإلكترونيات والروبوتات، وعلوم الطيران، وعلوم الفضاء، وغيرها بين الشرق والغرب.
مشاركة :