تركيا تتجه نحو جولة إعادة لانتخابات الرئاسة

  • 5/15/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه تركيا فيما يبدو نحو جولة إعادة للانتخابات  الرئاسية بعد عدم حصول الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو على نسبة 50 بالمئة من الأصوات اللازمة لإعلان الفوز مباشرة في انتخابات اليوم الأحد التي يُنظر لها على أنها اختبار لرئاسة أردوغان الممتدة منذ 20 عاما والمسار السلطوي المتزايد الذي اتبعه. ومع فرز نحو 91 بالمئة من الأصوات، أعلن كلا الجانبين تقدمه واعترضا على الأرقام، وحذرا من أي إعلان مسبق للنتائج في بلد يعاني من انقسام عميق. وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تقدما طفيفا لصالح كليجدار أوغلو الذي يقود تحالفا من ستة أحزاب. وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50 بالمئة. وستقرر الانتخابات الرئاسية ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة، وإنما ستحدد أيضا  إن كانت ستتجه نحو مسار أكثر علمانية وديمقراطية وكيفية تعاملها مع أزمة غلاء محتدمة، فضلا عن التعامل مع علاقاتها المهمة مع روسيا والشرق الأوسط والغرب. ووفقا لوكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة جرى فرز نحو 91 بالمئة من صناديق الاقتراع، وأن أردوغان يتقدم بحصوله على 49.86 بالمئة من الأصوات مقابل 44.38 بالمئة لمنافسه كليتشدار أوغلو. ولوحت المعارضة بأن النتائج تنشر بنظام يعزز حصيلة أردوغان على نحو مصطنع. وقال مسؤول كبير في تحالف المعارضة: “يبدو أنه لن يكون هناك فائز في الجولة الأولى. لكن بياناتنا تشير إلى تقدم كليتشدار أوغلو”. وصرح مسؤول كبير آخر في المعارضة لرويترز أن حزب أردوغان يقدم اعتراضات على التصويت مما يعطل إعلان النتائج الكاملة. وأضاف: “حتى الآن يفعلون كل ما بوسعهم لتعطيل العملية”. واحتفل أنصار كلا الجانبين في أنقرة. ورفع حشد خارج مقر حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان ملصقات له وهم يغنون ويرقصون. وقال أحد أنصار أردوغان يدعى داود (25 عاما) أمام مقر الحزب: “جئت إلى هنا منذ الظهيرة للاحتفال بانتصارنا. هذا يومنا”. وعند مقر حزب الشعب الجمهوري بزعامة كليجدار أوغلو تجمع نحو ألف شخص ملوحين برايات مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا وسط قرع الطبول. جولة الإعادة في 28 مايو اختيار رئيس البلاد هو أحد أهم القرارات السياسية في تاريخ تركيا الحديثة الممتد لمئة عام، كما سيتردد صداه خارج الحدود التركية. وقد تثير هزيمة أردوغان، أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قلق الكرملين لكنها ستريح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإضافة إلى عدد من قادة دول أوروبا والشرق الأوسط الذين لديهم علاقات مضطربة مع أردوغان. ونجح أردوغان في تحويل تركيا ، العضو في حلف شمال الأطلسي،  إلى طرف فاعل على الصعيد العالمي وأقام مشروعات عملاقة بها لمواكبة العصر مثل الجسور والمستشفيات والمطارات الجديدة وأسس صناعات عسكرية تطلب إنتاجها دول أجنبية. لكن سياسته الاقتصادية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة أدت إلى أزمة غلاء المعيشة وزيادة التضخم، مما تركه فريسة لغضب الناخبين. وما زاد من استياء الناخبين هو رد الفعل البطيء من جانب حكومته على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وأودى بحياة 50 ألفا في فبراير/ شباط. وتعهد كليجدار أوغلو بوضع تركيا على مسار جديد بإحياء  الديمقراطية بعد قمع لسنوات والعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية وتمكين المؤسسات التي فقدت استقلاليتها في ظل قبضة أردوغان القوية وإعادة بناء العلاقات المتدهورة مع الغرب. وحصل المرشح الثالث لانتخابات الرئاسة سنان أوغان، على 5.3 بالمئة من الأصوات. وقد يكون تحديد من سيدعم في جولة الإعادة أمرا بالغ الأهمية. كما يصوت الأتراك لانتخاب برلمان جديد في منافسة بين تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية القومي وآخرين، وتحالف الأمة بزعامة كليجدار أوغلو المكون من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. وبعد فرز 89.5 بالمئة من الأصوات، بدا تحالف أردوغان في طريقه لتحقيق أغلبية بحصوله على 323 مقعدا في البرلمان المؤلف من 600 مقعد، بعد أن تبين أن النتائج أفضل بكثير للتحالف الحاكم عما كان متوقعا في معظم استطلاعات الرأي.

مشاركة :