صعد شباب الأهلي منصة التتويج، ليرفع درع دوري كرة القدم الإماراتي للمرة الثامنة في تاريخه، في موسم كان ربما الأكثر ندية ومنافسة مفتوحة على اللقب في دوري أدنوك للمحترفين، لكن «الفرسان» عرف كيف يحسمه، بعدما خدم نفسه بنفسه ولم ينتظر هدايا من الآخرين، وعرف كيف يتمسك بالقمة بالنفس الطويل بعدما رفض التنازل عنها طوال الدور الثاني. رحلة قطار شباب الأهلي نحو منصة التتويج عبرت بالعديد من التحديات والمحطات، ربما هذه أبرز خمس فيها. 1- العودة بعد التعثر المبكر على غرار ما فعله المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم الماضية في قطر 2022، عندما سقط ليونيل ميسي ورفاقه في المباراة الافتتاحية للبطولة، لكنه عرف كيف يعود ويحقق اللقب، فإن شباب الأهلي عاش سيناريو مماثلاً، وإن كان الاختلاف أنها مسابقة دوري، حيث خسر «الفرسان» أول مباراة في الدوري على أرضه في استاد راشد أمام الشارقة، وبعد الخسارة للمرة الثانية أمام الظفرة في الجولة الرابعة، لم تكن التوقعات أن ينجح «الفرسان» في الاحتفال برفع الدرع في «ديرة» في الجولة الأخيرة ما كان في مخيلة متابعي المسابقة، لكن الفريق عرف كيف يعود بقوة بعد هذا التعثر ويحقق اللقب. 2- بطل الشتاء حصد شباب الأهلي لقب «بطل الشتاء» المعنوي في نهاية الدور الأول، مستفيداً من تعثر الشارقة وقتها وتحقيقه الفوز على عجمان بعدما كان قد خسر أمام بني ياس في الجولة التي سبقتها، وهو ما كان سبباً للتفاؤل، حيث تعتبر المرة الرابعة في دوري المحترفين التي يحصد فيها الفريق هذا الأمر ويسير بخطى ثابتة بعد ذلك، وذلك بعدما فاز بالدوري مرتين في 2009 و2014 بعدما كان بطلاً للشتاء، بينما في 2020 تصدر «فرسان دبي» الترتيب وكان في طريقه للفوز باللقب، ولكن المسابقة لم تكتمل قبل نهايتها بست جولات لتداعيات جائحة فيروس «كورونا» المستجد، لينجح مرة أخرى في 2023 في تحقيق اللقب. أخبار ذات صلة «الفرسان» يحتفل بلقب «دوري 21» بثلاثية «البرتقالي» «البينية» ترتفع و«الطولية» تتراجع في حصاد الدوري! 3- التفوق على الكبار واحدة من أبرز محطات شباب الأهلي هي تفوقه في مواجهات الفرق التي تتواجد في النصف العلوي في جدول الترتيب، وهو ما جعله ينال أسبقية على الكبار «المرشحين» للقب، بعدما جمع 25 نقطة أمام هذه الفرق، لعل أبرزها تفوقه في المواجهات المباشرة على حساب العين والوحدة، مما كان له دافع معنوي إضافي بمثابة ثلاث نقاط إضافية في حال التعادل معهما في النقاط في الجولات الأخيرة لحسم اللقب، وهو ما حدث بالفعل بعدما أنهى شباب الأهلي الأمور بالفوز على بني ياس في الجولة 25، فأصبحت مباراته الأخيرة في المسابقة خارج الحسابات. 4- الرهان على التشكيلة اختار شباب الأهلي الخروج من «ضوضاء» سوق الانتقالات، والرهان على التشكيلة التي يمتلكها مع تدعيم محدود للغاية، بضم السوري عمر خربين والبلجيكي جايسون ديناير، مع استمرار بقية الأجانب، فيما خرج من صفوفه لاعبون مواطنون بأسماء رنانة وقوية، ورغم ذلك حقق نتائج إيجابية، وتماسك حتى خط النهاية بفضل الثقة التي منحها للمجموعة التي يمتلكها. 5- السلسلة الإيجابية لم يعرف شباب الأهلي الخسارة في آخر 14 مباراة على التوالي، وهو ما قاده للصعود على منصة التتويج عن جدارة واستحقاق، وبفارق 3 نقاط عن أقرب مطارديه، فمنذ الخسارة أمام بني ياس في الجولة 12، استمر الفريق منذ الجولة 13 دون أي خسارة، وهو الذي أنهى الموسم بوصفه الفريق الأقل خسارة بالمجمل «3 مرات» جميعها جاءت في الدور الأول فقط.
مشاركة :