لهذه الأسباب كبار السن أكثر سعادة من الشباب

  • 5/15/2023
  • 14:10
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قد يصاحب تقدم العمر عديد من المشكلات الصحية، إلا أن كبار السن في الحقيقة أكثر سعادة من البالغين الأصغر سنًا. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة الطب النفسي السريري، وعرضتها مجلة "time"، إذ حلَّل بعض الباحثين بيانات جمعوها من عيّنة عشوائية من نحو 1500 شخص، تتراوح أعمارهم بين 21 و99 عامًا في سان دييجو. أُجريت المقابلات مع الأشخاص عبر الهاتف، وتضمنت بعض الأسئلة عن صحتهم الجسدية والمعرفية، ومدى سعادتهم ورضاهم عن الحياة، وكذلك درجة شعورهم بالاكتئاب، وملأ الأشخاص في الدراسة استبيانًا طويلًا يجيب عن هذه الأسئلة. يقول دكتور "ديليب جيستي"، أحد مؤلفي الدراسة، إن هناك فكرة سائدة عن السعادة والصحة أنها تأخذ منحنى حرف U خلال الحياة، إذ تبدأ بالانحدار في فترة منتصف العمر، لتعاود الارتفاع مجددًا مع مرحلة الشيخوخة، ولكن هذا ليس ما أفادت به الدراسة. إذ كانت نتيجة الاستبيان تشير إلى أن كبار السن بالتأكيد أقل قدرة صحيًا، ومعرضون أكثر للمشكلات المعرفية والإدراكية، وهي النتيجة الطبيعية للتقدم بالعمر. لكن فيما يخص السعادة والصحة النفسية، انقلبت الموازين بشكل كبير لصالح كبار السن. فالأشخاص في عمر العشرينات والثلاثينات أفادوا بشعورهم بدرجات عالية من القلق والتوتر والضغوط المستمرة، بالإضافة إلى أقل درجات السعادة والرضا، بينما كبار السن على النقيض، أظهروا درجات عالية من السعادة والاستقرار. تشير الدراسة إلى أنه بعد انتهاء فترة المراهقة، تبدأ مسؤوليات الحياة الواقعية الظهور، بما تشتمل عليه من الاستقلال المادي ومستوى التعليم ودرجة تحقيق الذات. وعادة يقارن الشباب أنفسهم بالآخرين، ويترتب على ذلك زيادة الإحساس بالفشل وعدم تحقيق الأهداف، ومن ثم ارتفاع معدل القلق والاكتئاب بدرجات كبيرة. بينما كبار السن على النقيض لديهم قدرة كبيرة على التحلي بالصبر وموازنة الأمور، والتخلص من الأمور غير المهمة التي قد تسبب حالة الضيق، كما أنهم يصبحون أكثر استقرارًا على الجانب العاطفي. وفي النهاية أشارت الدراسة إلى أن التغيّرات المجتمعية الحديثة، التي نتجت عن العولمة والتقدم التكنولوجي والوظائف ذات الأجور العالية، بالإضافة إلى تغير دور المرأة في المجتمع، كلها عوامل تميل إلى التأثير في الشباب أكثر من كبار السن.

مشاركة :