يمكن القول إن ردع أي غزو صيني لتايوان هو أهم مشكلة دفاعية في العقود القليلة المقبلة. ويرى سكوت سافيتز، أحد كبار المهندسين بمؤسسة البحث والتطوير الأميركية (راند)، أن الشعاب المرجانية الاصطناعية يمكن أن تساعد على ردع الصين، ببساطة من خلال عرقلة أي قوة غزو محتملة. وقال سافيتز في تقرير نشرته «راند» إنه إذا أرادت الصين احتلال الجزيرة فإنها تحتاج إلى أن تحرك بسرعة أعداداً غفيرة من الجنود والمعدات عبر مضيق بطول 100 ميل للوصول إلى الجزيرة نفسها، رغم معارضة التايوانيين، وربما القوات الأميركية. هجوم بحري ويتطلب هذا غزواً محمولاً بحرياً، نظراً لأن حجم المعدات المطلوبة يفوق كثيراً ما يمكن نقله جواً، وبالإضافة إلى ذلك سيكون المتاح للأفراد والقوات فقط مواقع برية قليلة ذات أعماق مياه ملائمة للسفن وزوارق الإنزال، وكذلك طرق مناسبة للمركبات بالنسبة للقوات البرية للخروج من منطقة الإنزال. ويقول سافيتز إن بوسع تايوان استخدام مجموعة من الأنظمة، مثل الصواريخ، والقنابل، والألغام البحرية، والمدفعية، ومع ذلك فإنه حتى الحواجز الطبيعية من دون عبوات متفجرة يمكن أن تكون مكملة لهذه الأسلحة. ووضع شعاب مرجانية اصطناعية بالقرب من شواطئ الإنزال المحتملة يمكن أن يساعد على ردع أو هزيمة أي غزو صيني، ويوفر أيضاً مكاسب بيئية واقتصادية.. كل ذلك نظير تكاليف قليلة للغاية. وأي سفن أو زوارق إنزال تحاول العمل في تلك المناطق ستجنح أو تتعطل وسط الشعاب، ما يجعلها عديمة الفاعلية، وأهدافاً متجمدة، كما أنها ستعوق حركة أي سفن أو زوارق إنزال أخرى. وتوقع الصين لهذه الأضرار والاضطراب سيجعلها أقل ميلاً لمحاولة القيام بهجوم برمائي. قصف الشعاب ومن الممكن أن تحاول الصين قصف الشعاب المرجانية في محاولة للحد من الأخطار التي تمثلها لأي قوة غازية، ومع ذلك من المرجح أن يسفر القصف عن انتقال كتل من الشعاب من موقع إلى آخر، ما يتسبب في مخاطر جديدة في أماكن غير معروفة. وأي ذخيرة لم تنفجر ستمثل أيضاً خطراً للسفن الصينية التي تمر خلالها. وبالإضافة إلى ذلك، سيكشف قصف الشعاب المرجانية عن موقع الإنزال المحتمل، وإذا حاولت الصين تجنب تقييد نفسها وقامت بقصف الشعاب في مجموعة من الأماكن، فسيحول ذلك قوة النيران الأساسية والصواريخ بعيداً عن أهداف أخرى في حاجة إليها، مثل القوات العسكرية التايوانية، خلال الأيام الأولى الحاسمة من الصراع. كلفة قليلة وعموماً فإنه مقارنةً بتكاليف المعدات العسكرية تعتبر الشعاب المرجانية غير مكلفة، ومن الممكن أن تبقى لعقود وربما أكثر دون تكاليف صيانة، ولهذا السبب تبحث وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتقدمة استخدام الشعاب المرجانية الاصطناعية للمساعدة على حماية القواعد العسكرية الساحلية، كما يمكن أن تكون تلك الشعاب جذابة لمحبي الغوص وقوارب الصيد الترويحية، ما يحفز الاقتصادات المحلية. كما أن وضع الشعاب المرجانية بالقرب من شواطئ الهبوط التايوانية يوفر مجموعة من المكاسب بكلفة منخفضة للغاية، فهذه الحواجز الطبيعية ستتسبب في تعقيد استعدادات الاستخبارات الصينية، كما ستعرقل بشدة أي غزو فعلي، ومن الممكن القول باختصار إن الشعاب المرجانية الاصطناعية يمكن أن تساعد على ردع الصين عن القيام بأي غزو لتايوان. • وضع شعاب مرجانية اصطناعية بالقرب من شواطئ الإنزال التايوانية المحتملة يمكن أن يساعد على ردع أو هزيمة أي غزو صيني، ويوفر أيضاً مكاسب بيئية واقتصادية.. كل ذلك نظير تكاليف قليلة للغاية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :