استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المشارك في قمة "اختر فرنسا" التي جذبت استثمارات أجنبية قياسية بقيمة 13 مليار يورو يأمل ماكرون أن تطوي صفحة أزمة إصلاح نظام التقاعد. وبحسب "الفرنسية"، جرى اللقاء صباحا في قصر الإليزيه بين ماكرون ورئيس شركتي "تسلا" للسيارات الكهرباء و"سبايس إكس" للاستكشاف الفضائي ومنصة تويتر للتواصل الاجتماعي. وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة إثر اللقاء: "تحدثنا عن جاذبية فرنسا والتقدم الكبير في قطاعي السيارات الكهربائية والطاقة، وكذلك تنظيم القطاع الرقمي. لدينا الكثير لنفعله معا". قبيل ذلك، صرح برونو لومير وزير المال الفرنسي لتلفزيون "بي إف إم تي في" المحلي بأن "هناك مفاوضات جارية" مع إيلون ماسك. وكان لومير قد تناول الغداء مع ماسك، لكنه لم يعلن هو وماكرون عن استثمارات للملياردير الذي يشارك بعد الظهر في قمة "اختر فرنسا" في قصر فرساي. وإيمانويل ماكرون على موعد مع أكثر من 200 رئيس شركة أجنبية يشاركون في القمة الاستثمارية، وقال في تغريدة: "ماذا سأقول لهم؟ اختاروا فرنسا!". وأضاف: "عندما يختار مستثمر أجنبي فرنسا فهذا جيد للتوظيف"، مشيدا بـ"13 مليار يورو مستثمرة في قطاعات المستقبل" ستوفر "ثمانية آلاف وظيفة مباشرة". عزز الرئيس الفرنسي حضوره في وسائل الإعلام أخيرا لتسليط الضوء على نتائج سياسته الاقتصادية، ومن المقرر أن يتحدث مساء الإثنين في نشرة الأخبار التلفزيونية عن مشروعه لتحفيز التصنيع الذي يعطيه فسحة بعد شهور من الأزمة الاجتماعية والسياسية. وتضاءلت الأصوات المحتجة عليه تدريجا، فيما تستعد النقابات اليوم لاستئناف الحوار مع السلطات. منذ دورتها الأولى عام 2018، أصبحت قمة "اختر فرنسا" في نظر الإليزيه "حدثا لا يفوت" يرمز إلى نجاح سياسة ماكرون في خفض تكلفة العمالة وتحفيز التصنيع مع تسريع الانتقال البيئي. من بين نحو 400 ضيف تمت دعوتهم إلى القمة في قصر فرساي، أكد 206 من رؤساء الشركات متعددة الجنسيات حضورهم، نصفهم يشارك لأول مرة في الفعالية. ومن الوجوه البارزة الحاضرة سونيل بهارتي ميتال رئيس المجموعة الهندية "بهارتي إنتربرايزس"، ولاكشمي ميتال الرئيس التنفيذي لشركة "آرسيلور ميتال"، وبيكا لاندمارك الرئيس التنفيذي لشركة "نوكيا". مع تنظيم الاتحاد العام للعمل (سي جي تي) تظاهرات في فرساي ضد إصلاح نظام التقاعد، تم تعزيز الحضور الأمني في محيط انعقاد القمة كونها "تشكل هدفا بارزا ورمزيا لارتكاب أعمال ذات طبيعة إرهابية"، وفق السلطات المحلية. أماط إيمانويل ماكرون اللثام الجمعة الماضي عن أكبر 28 مشروعا استثماريا، من أبرزها استثمار شركة "برولوجيوم" التايوانية 5.2 مليار يورو لإنشاء مصنع عملاق لبطاريات الجيل الجديد، وسيوفر المشروع ثلاثة آلاف وظيفة بمجرد انطلاقه. وبحسب صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، تراوح قيمة الدعم العام لهذا المشروع بين مليار و1.5 مليار يورو، وهو مبلغ لم تعلنه الحكومة ولا يزال يتعين أن تصادق عليه سلطات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كما ستنشئ شركة "إكس تي سي" الصينية مع شركة "أورانو" الفرنسية مصنعا لمكونات البطاريات وإعادة تدوير البطاريات بقيمة 1.5 مليار يورو. من المشاريع الرئيسة الأخرى مصنع ألواح كهروضوئية، شرق فرنسا ستنشئه شركة "هولوسوليس"، وهي فرع لمجموعة "إينوينرجي" الأوروبية، بقيمة 710 ملايين يورو، وسيوفر 1700 وظيفة.
مشاركة :