خلال عطلة عيد العمال هذا العام، قدم أحد السكان ولقبه ياو لعائلته ملاذا هادئا في ضواحي بكين، حيث اختاروا الإقامة في فيلا مريحة للإيجار قصير الأجل تقع وسط الجبال، والتي كانت على بعد 90 دقيقة بالسيارة من منزلهم في منطقة وسط مدينة بكين. وحول تلك التجربة، قال ياو: "شعرت وكأنني أعيش وسط لوحة جميلة، بعيدا عن الأماكن السياحية المزدحمة". في الماضي، كانت هذه القرية الجبلية النائية الواقعة في حي مييون بشمالي بكين تعاني من الازدحام المروري والتنمية المتأخرة، حتى أن المرافق الأساسية مثل المتاجر الصغيرة كانت غائبة عن القرية. في عام 2022، بدأت القرية تشهد تغييرات كبيرة عندما تم تنفيذ مشروع استثماري يهدف إلى تجديد أكثر من 3000 متر مربع من المساكن المحلية. ونتيجة لذلك، زاد دخل القرويين واستهلاكهم بشكل ملحوظ، ما أدى إلى ظهور موجة جديدة من التنمية في هذه القرية الجبلية المنعزلة. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه متزايد بين سكان المدن الصينيين لتبني نمط حياة جديد من خلال اختيار الإقامة في المناطق الريفية. وقد أدى هذا التحول إلى إحياء القرى الجبلية وترميم بيوت الريف المهجورة، ما منح حياة جديدة للأراضي الريفية التي كانت مهملة في السابق. تعتبر منصة "Meilixinxiangcun" التي تعني بالعربية (الأرياف الجديدة الجميلة)، منصة على الإنترنت مخصصة لتأجير المساكن الريفية، وتُوفّر مجموعة متنوعة من المنازل الشاغرة الموجودة في المناطق الريفية في جميع أنحاء البلاد. وفقا لفريق خدمة العملاء في المنصة، يمكن أن تمتد فترات الإيجار لهذه المنازل من بضعة أشهر إلى عقود، مع إيجارات سنوية تتراوح من 10 آلاف يوان (نحو 1440 دولارا أمريكيا) إلى عشرات الآلاف من اليوانات. وأصبحت احتمالية تجديد حديقة بشكل شخصي رغبة متزايدة عند العديد من سكان المدينة. شاركت إحدى القاطنات في شانغهاي، وتُعرف باسم المستخدم "تشانتشان" على منصة "شياوهونغشو" الصينية للتواصل الاجتماعي التي تشارك أسلوب الحياة، شاركت مقاطع فيديو ساحرة لمنزلها وعملية تجديد الحديقة عبر الإنترنت، وجذبت عددا كبيرا من المشاهدات. ولدت تشانتشان في الثمانينيات من القرن الماضي، واختارت استئجار منزل في ضاحية مدينة هانغتشو بشرقي الصين لـ15 عاما، حيث استغرقت أعمال تجديد منزلها في الريف بالكامل ستة أشهر, وقالت تشانتشان: "كانت تلك المرة الأولى التي أجدد فيها منزلا بنفسي، لم أستطع حتى فهم الرسومات. لكن مع وضع رؤية واضحة للتأثير المطلوب في العقل، شرعت في مسعاي الإبداعي الذي يغذيه الحدس والشعور العميق بالحب ". وفي غضون يومين، انتشرت مقاطع الفيديو الساحرة التي توثق العمل الشاق لمدة عام، ما أدى إلى ارتفاع عدد المشتركين فيها من 3000 إلى 50000. جذبت مقاطع الفيديو الخاصة بها انتباه العديد من الشباب، واستلهم بعضهم منها أيضا للعيش في الريف. ووفقا لـ تشانتشان، سينجذب عدد متزايد من الشباب الصينيين في المستقبل إلى فكرة الإقامة في القرى الريفية، وسيختار المزيد من سكان المدن استئجار ساحات ريفية في الضواحي، على بعد ساعة إلى ساعتين بالسيارة من وسط المدينة الصاخبة. وأضافت تشانتشان أن هذه المنتجعات الريفية ستكون ملاذات هادئة للراحة والاسترخاء خلال العطلات، أو استوديوهات إبداعية حيث يمكن للأفراد العمل وإطلاق العنان للسعي الفني.
مشاركة :