اعتبر الدكتور دينيس كوميتات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدير المركز الألماني للإعلام أن الإمارات تعتبر شريكاً استراتيجياً وثيقاً لبلاده يمكن الاعتماد عليه، مشيراً إلى أن الدولة ستقوم بعمل ممتاز في تنظيم مؤتمر «كوب 28». وقال الدكتور دينيس كوميتات في حوار خاص مع «الاتحاد» حول مشاركة بلاده في الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي سيعقد في الإمارات العام الحالي، إن الحفاظ على المناخ العالمي مهمة عالمية، مشيراً إلى أن بلاده التزمت بذلك. وقال: «لا يمكن الاتفاق على أهداف خفض الانبعاثات ومدفوعات التعويض الضرورية للمناطق المتأثرة بشكل خاص بتغير المناخ إلا على الصعيد العالمي. تشمل مكافحة تغير المناخ، الذي تسبب فيه الإنسان، العديد من اللاعبين في جميع أنحاء العالم - من السلطات المحلية إلى الشركات التجارية والأحزاب السياسية والحكومات، وأخيراً وليس آخراً، المجتمع المدني». وأضاف: «يجتمع كل هؤلاء الممثلين في مؤتمرات الأطراف جنبًا إلى جنب مع فرق التفاوض الحكومية الفعلية». وأشار إلى أن استضافة هذه التنسيقات يعد تحديًا معقدًا للغاية لأي دولة، مؤكداً أن الإمارات ستقوم بعمل ممتاز. وقال: «لسنوات عديدة، أولت ألمانيا اهتمامًا خاصًا لحماية المناخ والطاقات المتجددة، وهذا هو أحد أسباب انعقاد حوار بيترسبيرج للمناخ الـ 14 في برلين، وهو حدث دولي رفيع المستوى يشارك فيه صناع القرار من جميع أنحاء العالم، حيث سيحلون ضيوفًا علينا لمناقشة مواصلة جدول الأعمال». وقال: «كما هو الحال في الملفات الأخرى، تعتبر الإمارات العربية المتحدة - أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لألمانيا - شريكًا وثيقًا يمكننا الاعتماد عليه. وينطبق هذا أيضًا على مجال تعزيز الطاقات المتجددة، وهنا أيضًا، هناك العديد من المصالح المشتركة بين ألمانيا والإمارات، بصفتهما موقعين مشتركين للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)». وفي الملف السوداني، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن بلاده أجلت بواسطة طائرات ألمانية 780 شخصاً بينهم 230 ألمانيًا وأكثر من 180 من رعايا الاتحاد الأوروبي ونحو 370 من رعايا دول أخرى من بينهم أكثر من 120 من كندا بالإضافة إلى بريطانيين وأمريكيين وأردنيين ونحو 100 سوداني معظمهم أقارب لألمان، وذلك بسبب تصاعد العنف في السودان، مشيراً إلى انتهاء عمليات الإجلاء. وحول الإجراءات التي اتخذتها ألمانيا حتى الآن وإمكانية التوسط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، قال الدكتور دينيس كوميتات: إن ألمانيا لا تزال قلقة للغاية بشأن الوضع في السودان، حيث لا يزال الوضع السياسي هناك خطيرًا للغاية. وقال: «تنطلق الأمم المتحدة الآن من أن أكثر من 450 شخصًا قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 4000، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الضحايا، كما أرى بقلق أن وضع الرعاية يزداد سوءًا، ولم تؤد عمليات وقف إطلاق النار إلى انفراجه كبيرة حتى الآن، الإمدادات آخذة في النفاد، والكهرباء شحيحة، والإنترنت ينهار أكثر فأكثر، كما أن العديد من المستشفيات لم تعد قادرة على العمل، نرى كثيرين يغادرون العاصمة ويحاولون الفرار إلى مناطق أكثر هدوءًا، ومما يزيد من صعوبة الوضع بشكل خاص أن منظمات المساعدة الإنسانية تستطيع بالكاد تقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، حيث أصبحت هي نفسها هدفًا للهجمات والنهب». ودعا جميع الأطراف في السودان إلى وقف المعارك، مؤكداً أن تحقيق الاستقرار الفوري ضروريًا. وأشار إلى أن بلاده تعمل مع الدول الشريكة والأمم المتحدة لتحقيق وقف إطلاق نار يمكن التعويل عليه، داعياً إلى ترسيخ عملية سياسية مع الأطراف السياسية السودانية والأمم المتحدة والشركاء الإقليميين لمنع العودة إلى العنف. كما عبر عن تأييد بلاده بشدة لجهود الوساطة ودعم قضية السودان سياسياً على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتس سيركز خلال رحلته هذا الأسبوع إلى إثيوبيا وكينيا على التطورات في السودان باعتبارها موضوعًا مهمًا، بالإضافة إلى النقاش حول موضوعات ثنائية وكذلك حول الاتحاد الأفريقي. وقال الدكتور دينيس كوميتات: «أود أن أؤكد أن ألمانيا لا تزال تقف إلى جانب الشعب السوداني الذي يناضل منذ سنوات من أجل الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، وفي بعض الحالات يخاطر السودانيون بحياتهم من أجل ذلك، نحن ندعم رؤيتهم لمستقبل السودان، يجب ألا يصبح السودان موقعًا لنزاع عنيف جديد ومستمر». وحول موقف ألمانيا من عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، قال الدكتور دينيس كوميتات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن بلاده ملتزمة بحل الدولتين وتجري محادثات ثنائية وثيقة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وقال: «بالنسبة لي، من المهم في نهاية المطاف أن يعيش الناس في هذه المنطقة معًا ويبنون مستقبلًا إيجابيًا معًا، هذا ممكن فقط من خلال المزيد من الحديث والتعاون الوثيق».
مشاركة :