محللان فلسطينيان: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم يضعف موقف القضية الفلسطينية

  • 5/16/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر محللان فلسطينيان أن خطوة الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس رغم مرور عدة أعوام عليها، لم تضعف موقف القضية الفلسطينية. وجرى عملية تدشين السفارة رسميا في احتفال كبير في 14 مايو 2018 بناء على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المدينة عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر في العام 2017. وجاء الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حينه تزامنا مع احتفال إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها وهو ما يطلق عليه الفلسطينيون ذكرى يوم النكبة الفلسطينية. وقوبلت الخطوة الأمريكية بشأن القدس في ذلك الوقت برفض فلسطيني وعربي وإسلامي واعتراض دولي واسع النطاق. -- أمريكا جزء من المشكلة -- ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله عبد المجيد سويلم أن الولايات المتحدة الأمريكية "جزء من المشكلة وليس الحل ورعايتها لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإشرافها على عملية المفاوضات بين الجانبين يعني دعمها اللانهائي لإسرائيل". ويقول سويلم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن نقل أمريكا سفارتها إلى القدس خطوة ضد "القانون الدولي وضد السياسات الأمريكية السابقة وتغول على الشعب الفلسطيني وعدم احترام لأي شيء بما فيه وثيقة الاستقلال الأمريكية التي تنص على احترام حقوق الإنسان". واعتبر سويلم أن نقل السفارة "اعتداء على الشعب الفلسطيني واستهانة بقرارات مجلس الأمن التي تدعي أمريكا أنها تحترمها وهذه خطوة مدانة طوال الوقت ويجب على الإدارة الأمريكية الحالية أن تحلها بأسرع وقت". واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 ثم أطلق في يناير 2020 خطة سلام مثيرة للجدل معروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، في وقت رفض الفلسطينيون بشدة أي تعاطي مع الخطة وأعلنوا مقاطعة واشنطن قبل أن تعود العلاقة مع وصول الرئيس جو بايدن إلى سدة الحكم في يناير 2021. ويقول سويلم إن نقل السفارة الأمريكية "لم يساهم في دعم موقف إسرائيل ولم يجعلها أفضل وصفقة القرن سقطت لأنها لا تعترف بدولتنا ولا بشعبنا ولا بالجغرافيا ولا بالديمغرافيا، وأيضا الإسرائيليون أسقطوها وتجاوزها من خلال الفاشية التي تؤمن باحتلال الأرض كلها". ويتابع أن أمريكا "تمنع الانتقاد لإسرائيل وتحاول دمجها بالمنطقة بالقوة من حيث إغراء أو تهديد الدول بقبولها والتطبيع معها، بالإضافة إلى أنها تعمل على دعم إسرائيل بأفضل الأسلحة لتبقى أقوى دولة في المنطقة". ويؤكد سويلم ضرورة "سحب قضية رعاية عملية السلام من أمريكا لأنها داعمة للاحتلال الإسرائيلي ولا يجوز أن نعتمد عليها لإنصافنا لإنها فقدت مصداقيتها وبالتالي من المهم البحث عن رعاة سياسيين مستقلين بديلا عنها". وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. -- إسرائيل فشلت في تغيير موقف الدول رغم الخطوة الأمريكية -- ويرى المحلل السياسي من رام الله خليل شاهين أن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عبرت عن "انحياز شامل وتماهي للإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب بشكل كبير لإسرائيل". وتأمل الفلسطينيون خيرا مع قدوم بايدن إلى البيت الأبيض في يناير 2021 باتخاذ نهج مخالف من إدارة سلفه ترامب الذي عُرف بانحيازه التام لإسرائيل، وواجهت القضية الفلسطينية واقعا من التهميش على مدار 4 أعوام من حكمه، إلا أنه مع مرور الوقت اتهموه بالسير على نهجه. ويقول شاهين لـ ((شينخوا)) إن الشعب الفلسطيني أمام وضع تعتبر فيه إدارة بايدن أعادة الأمور إلى طبيعتها بالاعتراف بالشطر الشرقي لمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية "أمر غير ممكن وهذا يعني أنها تتماهي مع سياسة الإدارة السابقة في دعم الحكومة الإسرائيلية الحالية". وأضاف شاهين أن إسرائيل "لم تتمكن من حصد المزيد من الاعتراف بأن القدس عاصمة موحدة لدولتها رغم الخطوة الأمريكية بنقل السفارة إلى مدينة القدس ولهذا اعتقد أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتل مكانة خاصة على المستوى الإقليمي والدولي". وتابع شاهين أن "عددا محدودا من الدول لحقت بالإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ولكن ما زالت معظم دول العالم تتمسك بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تعتبر أن القدس أراض محتلة". وتعد القدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ العام 2014. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها. ودعا شاهين القيادة الفلسطينية إلى استخلاص الدروس من التجربة الطويلة الماضية التي صاحبها انحياز أمريكي لصالح إسرائيل وهذا ينطوي على دراسة المتغيرات التي تجري على مستويات عدة من أهمها المستوى الدولي.

مشاركة :