دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- منحت إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة (FDA) الجمعة، الضوء الأخضر لنوع جديد من الأدوية الخاصّة بعلاج الهبّات السّاخنة، والتعرّق الليلي خلال انقطاع الطّمث. ويُعد "Veozah"، أو "fezolinetant"، من إنتاج شركة "Astellas Pharma" أول عقار مُعتمد مضاد للنيوروكينين 3 (NK3). ويُثبط العقار المستقبلات التي تلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم بالدّماغ. كما أنّه يستبدل العلاجات التقليديّة بالهرمونات البديلة المخصّصة للتّعامل مع الهبّات السّاخنة التي تُعد من الأعراض الشّائعة لانقطاع الطّمث. ويمكنها أن تكون مُتعِبة في حال زادت شدّتها. وفي بعض الأحيان، تُنصح النّساء المعرّضات لخطر الإصابة بالسكتات الدّماغية، أو النّوبات القلبيّة، أو بعض أنواع السرطان بعدم الخضوع للعلاجات الهرمونيّة البديلة، ذلك أنها تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدّم، والسّرطانات. وفي بيان صحفي، قالت الدكتورة جانيت ماينارد، مديرة مكتب الأمراض النّادرة، وطب الأطفال، والمسالك البوليّة، والتناسليّة في مركز تقييم الأدوية والأبحاث، وهو تابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية: "يمكن أن تكون أعراض الهبّات السّاخنة النّاتجة عن انقطاع الطّمث خطيرة جسديًا على المرأة، وأن تؤثّر على نوعيّة حياتها". وأضافت ماينارد: "من شأن تقديم جُزيء جديد لعلاج الهبّات السّاخنة المتوسّطة إلى الشّديدة، النّاتجة عن انقطاع الطّمث توفير خيار علاجي إضافي آمن وفعّال للنّساء". ويبدأ انقطاع الطّمث، وهو فترة طبيعيّة في حياة النّساء، في منتصف الأربعينيّات عادةً. ويُنتج الجسم خلال هذه الفترة كميّة أقل من هرموني الإستروجين والبروجسترون. وقد يؤدّي تناقص هذه الهرمونات إلى اضطراب النّوم، وتقلب المزاج، والمعاناة من الهبّات السّاخنة التي تترجم من خلال التّعرّق، والاحمرار، والشّعور بالقشعريرة. ويمكنها الاستمرار لدقائق عدّة. وخلال تجارب سريريّة شملت أكثر من 3 آلاف امرأة في الولايات المتّحدة وكندا، قلّل عقار "Veozah" من عدد الهبّات الساخنة التي تعرّضت لها النّساء أسبوعيًا عند مقارنته مع العلاج الوهمي. وتتبّعت الدراسة النّساء اللواتي استخدمن العقار لمدة عام. وقالت الدّكتورة ستيفاني فوبيون، مديرة مركز "مايو كلينيك" لصحّة المرأة، غير المشاركة بتطوير عقار Veozah: "أعتقد أنّه في نهاية اليوم، من الجيّد دومًا أن تتاح للنّساء مزيدًا من الخيارات، لذا أشعر بالسّعادة لرؤية المزيد من التطوّر في مجال تمّ تجاهله، أي الطّب المتعلّق بانقطاع الطّمث". ووفقًا لفوبيون، لا يزال العلاج قصير المدى بالهرمونات البديلة، الخيار الأكثر فعاليّة والأقل تكلفة للتّعامل مع الهبّات السّاخنة بالنّسبة للعديد من النّساء. واكتسب العلاج بالهرمونات البديلة سمعة سيّئة عام 2002، بعد اكتشاف دراسة صحيّة ممولة من الحكومة أنّه قد يزيد من خطر الإصابة بالسّرطان، والجلطات الدمويّة. قد يهمك أيضاً دراسة جديدة: قلة ممارسة الجنس مرتبطة بانقطاع الطمث في سن مبكر وصنّف تقرير صدر عن معهد المراجعة السريريّة والاقتصاديّة (ICER) في ديسمبر/ كانون الأول الأدلّة السريريّة الدّاعمة للعقّار بكونها واعدة، لكن لم يكن العقّار حاسمًا عندما أتى الأمر لتوفيره فائدة صافية مقارنةً مع عدم توفّر علاج دوائي على الإطلاق. وخلص المعهد إلى أنّ العقّار سيكون فعّالاً من حيث التّكلفة بالنّسبة للنّساء اللواتي لا يستطعن الخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة، أو اللواتي يخترن عدم الخضوع له بسبب كلفته. وأعلنت شركة "Astellas" الجمعة أنّ سعر الدّواء قبل تغطية التأمين سيبلغ 550 دولارًا في الشّهر. يأتي عقار "Veozah" مع تحذير بشأن مخاطر مرتبطة بإصابات الكبد. وأوصت إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة النّساء اللواتي يفكرن باستخدامه بضرورة الخضوع لفحوص دم للتّأكد من عدم تعرّضهن لأي تلف أو إصابة بالكبد قبل البدء في تناوله. كما يجب مراقبتهن من خلال إجراء اختبارات للدّم كل 3 أشهر خلال الأشهر التّسعة الأولى للتّأكد من عدم ظهور علامات على تلف الكبد جرّاء تناول الدواء. قد يهمك أيضاً ورقة تحليلة: انقطاع الطمث مرحلة طبيعية بحياة المرأة وليس مرضًا.. ولا حاجة للدواء
مشاركة :