صدمني ما شاهدته في ذلك الفيديو، الذى يكشف إلى أي مدًى تجاوز ذلك التنظيم الداعشي كل حدود الإنسانية، وإصراره على تجريد عناصره من كل ما يمكن أن نطلق عليه «آدمي»، بتجنيده للأطفال، واستغلال براءتهم في لفت الانتباه إلى جرائمه البشعة التي لم تعرفها البشرية من قبل ولا يقرها الإسلام. الخطير في الفيديو، الخارج من مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها التنظيم، أن ملامح الأطفال فيه تؤكد أن أعمار معظمهم لا تتجاوز الخامسة أو السادسة، ومع ذلك يتم تدريبهم على ذبح البشر وإعدامهم بالرصاص. والسؤال هنا: إذا كان الأطفال -الذين يستخدمهم التنظيم دروعا بشرية وأدوات للتخويف والترهيب- بهذه الوحشية، وبذلك الاستعداد الإرهابي والميول الدموية الإجرامية، كيف يكون ذووهم وأسرهم؟ وكيف يكون هؤلاء الصغار إذا ما اشتد عودهم ودخلوا مرحلة التجنيد وحمل السلاح الآلي والقنابل الحارقة وصعدوا إلى الدبابات والمدرعات ودخلوا المناطق الآمنة والآهلة بالسكان والأطفال؟ بالتأكيد، سيكونون أكثر جرأة من آبائهم في القيام بالأعمال الانتحارية والإجرامية. وأعتقد أنهم سينافسون الأسود في الوحشية والافتراس، وهو ما ينبغي أن ينتبه إليه العالم من الآن، وخاصة ونحن في المنطقة العربية، فهؤلاء الصغار حتما سيكبرون وستكبر معهم رغبتهم الدموية، وليس مستبعدا أن يتم تصديرهم إلى بلادنا، أو يكونوا طُعما لاصطياد شبابنا بعد أن تمكن منهم التنظيم الإرهابي وقام بعمليات غسل مخ ممنهجة ومكثفة لأدمغتهم وعقولهم. يجب أن نتحرك من الآن، على مستوى الأجهزة والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والاجتماعية كافة، ببث برامج وتنظيم ندوات ومؤتمرات توعوية ضد هذه الوحشية وتلك الجريمة الإنسانية الكبرى، المنافية لكل الأعراف والمواثيق الدولية ولكل مبادئ الأديان السماوية. كما يجب أن نستثمر هذا الفيديو لكشف الدواعش وتعريتهم دينيا وإنسانيا، وفى الوقت نفسه نحذر الأطفال والآباء من هذه السلوكيات، ونؤكد لهم براءة ديننا الإسلامي الحنيف من مثل هذه الأعمال الإجرامية، ونثبت لهم أن الطفولة الحقيقية التي ترعرعت بداخلها نبتة الإسلام هي ما جسدته الطالبة السعودية يارا وليد الأحمري في رسالتها، لوالدها ولكل المرابطين على الحد الجنوبي، وكل الحدود، تقدر فيها جهودهم، وتدعو الله أن يحفظ كل حماة الوطن. فهد الحارثي رابط الخبر بصحيفة الوئام: #مقالات فهد الحارثي يكتب : أطفال الدواعش دمويون بالوراثة