اشتهرت الحجرة النبوية الشريفة في الحرم النبوي الشريف بكثرة الشمعدانات، التي بلغ عددها في فترة ما ووفقا لبعض الروايات 400 شمعدان يمثل سراجها أحد تجليات اسم المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. ويسلط معرض بينالي الفنون الإسلامية 2023م الذي تقيمه مؤسسة "بينالي الدرعية"، بعنوان "أول بيت" في صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي، الضوء على أقدم الشمعدانات التي صمدت إلى يومنا هذا التي تحمل نقش يوثق الإهداء للمسجد النبوي الشريف والحجرة النبوية الشريفة. ويأتي الشمعدان الذي صنع على يد علي بن عمر بن إبراهيم السنفري الموصلي سنة 717 للهجرة في الموصل بالعراق أبرزها، وهو شمعدان صنع من النحاس الأصفر المطعم بالذهب والفضة ومادة عضوية سوداء، يبلغ طوله 53 سم،فيما ارتفاعه يبلغ 41 سم. ونجا هذا الشمعدان النفيس من التلف أو الفقدان التي قضت على كثير من محتويات الحجرة النبوية الشريفة في عصور مختلفة، ويعود منشأ هذا الشمعدان في غالب التقدير إلى مدينة الموصل بالعراق التي اشتهرت بإنتاج النحاس المطعم قبل أكثر من قرن من الزمان. ويضم معرض بينالي الفنون الإسلامية 2023م كذلك شمعدانان صنعا للسلطان المملوكي "قايتباي" في مصر أو سوريا على الأرجح في شهر رمضان المبارك من عام 887 للهجرة، وهما من مادة النحاس ومادة عضوية سوداء. يبلغ ارتفاع أحدهما 47 سم مستعار من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، والآخر يبلغ ارتفاعه 46 سم من متحف "بيناكي" أثينا، ويوجد على مقبس كل شمعدان شريط كتابي ينص على أن "الشمعدان مهدى إلى قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- من سيدنا السلطان الملك الأشرف أبي النصر قايتاباي"، كما يعين تاريخ الإهداء في رمضان 887 الموافق لشهري أكتوبر نوفمبر من عام 1482م. وتحمل قاعدة كل شمعدان اسم السلطان منقوش داخل دائرتين حولهما يمتد نقش آخر بخط أكبر حيث تأخذ الحروف خط الثُلث بأشكال تشبه الملقط، واشتهر هذا النمط الجديد من الخط المملوكي في عهد وعصر السلطان "قايتاباي". وتعد هذه الشمعدانات من أقدم الأمثلة التي يمكن التأريخ لها كنموذج على ذلك النمط الجديد من الخط العربي.يذكر أن معرض بينالي" الفنون الإسلامية 2023 الذي يتربع على مساحة تزيد عن 118ألف متر مربع، يستمر في أخذ زواره في رحلة تملؤها الأحاسيس والذكريات عبر أربع صالات ومعرض المدار وجناحين حتى تاريخ 23 مايو الجاري.
مشاركة :