دعا مبعوث صيني يوم الاثنين إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية مع التحلي بأقصى درجات الشعور بالإلحاحية. وقال تشانغ جيون، ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الأزمة الأوكرانية لا تزال مستمرة، ولا تزال الحالة الإنسانية مزرية للغاية، ولا تزال التداعيات غير المباشرة للأزمة تتجلى، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات إيجابية للتخفيف من العواقب الإنسانية للصراع وبذل جهود مشتركة لتهدئة الوضع والتوصل لوقف الأعمال القتالية في أقرب وقت. وذكر في اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا أنه أولا، ينبغي بذل كل جهد ممكن للحد من الضرر والمعاناة التي لحقت بالمدنيين. وأضاف أنه ثانيا، يجب عدم تجاوز الخط الأحمر للسلامة النووية، مبينا أنه يجب عدم استخدام أسلحة نووية وعدم خوض حرب نووية. وقال “ندعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الأقوال والأفعال التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المواجهة وتؤدي إلى سوء التقدير. وتدعم الصين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الحفاظ على التواصل مع روسيا وأوكرانيا ولعب دور حاسم في حماية سلامة وأمن المنشآت النووية المدنية”. وتابع تشانغ أنه ثالثا، ينبغي أخذ التداعيات غير المباشرة لتدابير الاستجابة للصراع على محمل الجد وإدارتها. وذكر أن الاقتصاد العالمي يواجه خطر الوقوع في براثن كساد جديد، وهي حالة تتطلب اتخاذ إجراءات منسقة من جانب جميع البلدان للحفاظ بشكل مشترك على استقرار أسواق الغذاء والطاقة والأسواق المالية العالمية، إلا أن فرض جولة من العقوبات الانفرادية تلو الأخرى والتوسع المستمر في الولاية القضائية طويلة الذراع لم يؤد إلى حدوث عواقب إنسانية وخيمة فحسب، بل قوض أيضا سلاسل الصناعة والتوريد العالمية. وأشار إلى أنه يجب على الولايات المتحدة والدول الأخرى ذات الصلة التفكير بجدية في سلوكها، وإصلاح أساليبها على الفور، وتهيئة الظروف للبلدان النامية لتنمية اقتصاداتها وتحسين سبل المعيشة فيها، مضيفا أنه يجب عليها الامتناع عن الانخراط في الإكراه الاقتصادي من ناحية، ومن ناحية أخرى الكف عن اختلاق روايات تتهم دولا أخرى بالإكراه الاقتصادي. رابعا، والأكثر جوهرية، هناك حاجة إلى التحلي بأقصى درجات الشعور بالإلحاحية من أجل التوصل إلى التسوية السياسية للأزمة، بحسب تشانغ. ولفت إلى أنه لا توجد إجابات بسيطة للقضايا المعقدة، وأي حل شامل يبدأ دائما بالخطوة الأولى ولا يمكن تأجيل استئناف الحوار والمفاوضات إلى ما لا نهاية، مبينا أنه يتعين على جميع الأطراف تهيئة الظروف لدفع الحوار والمفاوضات بدلا من صب الزيت على النار وتصعيد التوترات في محاولة للاستفادة منها. وأوضح تشانغ أنه فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، كانت الصين دائما إلى جانب السلام وكل ما تفعله هو لتعزيز المحادثات من أجل إحلال السلام، مشيرا إلى أن لي هوي، الممثل الخاص للصين لشؤون أوراسيا، بدأ زيارات إلى أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا، في مسعى للتواصل مع مختلف الأطراف بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. وبيّن أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لبذل جهود مستمرة ودؤوبة من أجل التوصل إلى التسوية السياسية للأزمة.
مشاركة :