عثر أعوان حماية الغابات بمحافظة القصرين غرب تونس على جثث 9 مهاجرين غير شرعيين من دول إفريقيا جنوب الصحراء لقوا حتفهم خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وقالت الوكالة مساء اليوم (الثلاثاء) نقلا عن المسؤول الإداري عن منطقة حيدرة بمحافظة القصرين سامي الضوافلي، إن أعوان حماية الغابات بمنطقة حيدرة الحدودية مع الجزائر عثروا اليوم أثناء قيامهم بعملية تمشيط بغابات المنطقة على جثتي مهاجرين غير شرعيين من دول جنوب الصحراء. وأضافت أنه تم نقل الجثتين إلى المستشفى الجهوي بدر الدين العلوي بمدينة القصرين لعرضهما على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة. وأشارت إلى أنه بعد العثور على الجثتين يرتفع عدد الجثث التي تم العثور عليها أمس واليوم إلى 9 جثث. وتابعت أن المعطيات الأولية تُرجح أن يكون العطش والجوع والإرهاق وراء وفاة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة أثناء محاولتهم التسلل خلسة إلى التراب التونسي عبر الحدود الجزائرية. وأشارت من جهة أخرى إلى أن المستشفى الجهوي بمنطقة حيدرة استقبل أمس الاثنين 11 مهاجرا غير شرعي من دول إفريقيا جنوب الصحراء يحملون إصابات مختلفة، حيث تلقوا الإسعافات اللازمة. وقبل ذلك، كان المستشفى الجهوي بمدينة القصرين استقبل عددا من الأفارقة المصابين بإصابات مختلفة، وفق المدير الجهوي للصحة بمحافظة القصرين. وتشهد محافظة القصرين منذ مدة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من دول إفريقيا جنوب الصحراء عبر الحدود الجزائرية، حيث يضطر هؤلاء إلى قطع طرق صحراوية لمسافات طويلة قبل الوصول إلى تونس ما يعرضهم لخطر الموت بسبب العطش أو الإرهاق والجوع. وتحولت تونس خلال الفترة الماضية إلى ما يُشبه منصة عبور للآلاف من المهاجرين الأفارقة في رحلتهم إلى الدول الأوروبية ضمن موجات الهجرة غير الشرعية عبر البحر. وعلى هذا الأساس، تشهد تونس منذ فترة موجة لافتة من عمليات الهجرة غير الشرعية إلى سواحل جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية انطلاقا من السواحل التونسية الممتدة على طول 1300 كيلومتر، شارك فيها المئات من التونسيين والأفارقة من جنوب الصحراء. وتخلل هذه العمليات غرق عدد من قوارب المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر، حيث تتالت خلال الأسبوع الماضي الجثث التي لفظها البحر، منها 4 جثث طفت أول أمس قبالة السواحل التونسية. وتعتبر جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية، التي عادة ما يختارها المهاجرون غير الشرعيين كمحطة أولى لرحلتهم البحرية، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 80 كيلو مترا فقط.